للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأزهَرِيُّ (١): العَقْر عند العَرَب: كَسْفُ (٢) عُرقُوب البَعِير، ثم جُعِلَ النَّحْر عَقْرًا؛ لأن العَقْرَ سبَبٌ لِنَحْرِه. وناحِرُ البعير يَعقِره ثم يَنْحَره. قُلتُ: لعلَّ ذلك لئلا يَشْرُدَ عند (٣) النَّحْر.

- في حديث عَمرِو بنِ العَاصِ - رضي الله عنه -: "أنه رَفَع عَقِيرَتَه يتغَنَّى"

: أي صَوتَه. وأَصلُ ذلك أنَّ رجلاً قُطِعَت رِجلُه، فكان يَرفَع المَقطُوعةَ على الصَّحِيحة، ويتَحسَّر على قَطعِها، ويُبالِغ في رفْعِ صوتِه من شدَّة وَجَعِها؛ ثم قِيلَ لكل رَافعٍ صَوتَه رَفَع عَقِيرَتَه.

(٤ - في الحديثِ: "لا تُعاقِرُوا"

: أي لا تُدمِنُوا شُربَ النَّبيذ، أي لا تَلزَموه كَلُزوم الشَّارِبَة العُقْرَ (٥). والعُقَارُ في حديث (٦) قُسٍّ الخَمْر ٤)


(١) تهذيب اللغة (عقر) ١/ ٢١٥ - وفي اللسان (عقر): كَشْف "تصحيف".
(٢) الكَسْف: القَطْع.
(٣) ب، جـ: "عن النَّحر".
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ.
(٥) اللسان (عقر): مأخوذ من عُقْر الحوض، وهو أَصلُه، والموضع الذي تقوم فيه الشاربة؛ لأن شاربَها يُلازِمُها ملازمةَ الِإبِل الواردةِ عُقْرَ الحوض حتى تَرْوَى.
(٦) جاء في منال الطالب / ١٣٢: في حديث قُسٍّ: أن شيخا من عبد القيس رأى قُسَّ بنَ ساعدة مُقِيمًا بين قَبْرين لأخوَيْن كانَا له يقول أبياتًا، منها هذان البيتان.
خَلِيلَىَّ هُبَّا طَالَ ما قَدْ رَقَدْتُما ... أجدَّكُما ما تَقْضِيَانِ كراكُما
أَرَى النَّومَ بين العَظْم والجِلدِ منكما ... كَأنّ الذي يَسْقِى العُقَار سَقاكُما