للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال جِرانُ العَوْدِ:

جَرَى يَومَ جِئْنَا بالرِّكاب نَزُفُّها

عُقابٌ وشَحَّاجٌ من الطَّيْر مِتْيَحُ (١)

العُقَاب: لِلعُقُوبة، والشَّحَّاج: الغُرابُ للاغْتِراب، والمِتْيَح: الذي يَعرِض (٢) في كلّ وَجْه.

وقال آخر:

جَرَتْ سُنُحًا فقُلتُ لها أجِيزِي

نَوًى مَشْمُولَةً فَمَتى الِّلقاءُ (٣)

: أي حَالِى نَوًى. والمَشْمولَة: المَكْروهَة، من الشَّمالِ؛ فإنهم (٤) يَكْرَهُونَها لِما فيها من البَرْد وذِهابِها بالغَيْمِ الذي فيه الخِصْبُ والحَياء.

وبَنُوِ أَسَد يُذْكَرون بالعِيافَةِ، فقيل: إنّ قَومًا من الجنّ تَذَاكَرُوا عِيَافَتَهم، فأَتَوْهم فَقالُوا: ضَلَّت لنا ناقَةٌ فلو أَرسَلْتُم مَعَنا مَنْ يَعِيفُ، فقالوا: لِغُلَيِّم منهم: انطَلِقْ معهم، فاسْتَرْدَفه أَحَدُهم، ثم سار فلَقِيَتْهم عُقابٌ كاسِرَة إحدى جَناحَيْها؛ فاقْشَعَرَّ الغُلامُ وبَكَى، فقالوا: مَالَك؟ فقال: كَسَرت جَناحًا،


(١) ب، جـ: "نؤمها" بدل "نَزفُّها"، وفي أ "تَزُقُّهَا" وفي الديوان: ٣٩ برواية:
جرت يوم رُحْنَا بالرِّكابِ نَزُفُّها
عُقَابٌ وشحَّاجٌ من الطَّيْر مِتْيَحُ
(٢) ب، جـ: "يعترض".
(٣) اللسان (سنح) وعزى إلى زهير، وهو في شرح ديوان زهير/ ٥٩ وتهذيب اللغة ٤/ ٣٢٢ ومجالس ثعلب ١/ ١٥٦.
(٤) ب، جـ: "لأنهم".