للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالشيءِ، وأغلَيتُ به، من غَلَاءِ السِّعر؛ ومنه قَولُ الشَّاعر:

* ولو نُسَامُ بِها في الأَمْنِ أُغْلِينَا (١) *

والغَالِيَة في الطِّيب، من غَلَاءِ السِّعر أيضا؛ لأنها استُغلِيَت لكَثْرة ثَمنِها حين عُمِلَت.

- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها: "كنت أُغَلِّل"

وفي رواية: "أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالغَالِيَة"

: أي أُغْلِى. قال الفراء: يقال: تَغَلَّلت بالغَالِيَة (٢)، ولا يقال: تَغَلَّيت.

- وفي الحديث (٣): "بَينَه وبَينَ الطَّرِيقِ غَلْوَةٌ"

الغَلْوَةُ: قَدرُ رَمْيَةٍ.

- وفي الحديث (٤): فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاء"

يقال: كم جَعَلْتُم قِتْرَتَكم: أي سِهامَكُم التي للمُغَالاة.


(١) في شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ١/ ١٠٤ وعُزى إلى بَشَامة بنِ جَزْء النَّهْشَلِىّ، وصدره:
* إنّا لَنُرخِصُ يَومَ الَرَّوعِ أَنْفُسَنا *
(٢) ن: الغالية: نَوع من الطِّيب مُرَكَّب من مِسْك وعَنْبَرٍ، وعُودٍ، ودُهْن، وهي معروفة، والتَّغَلُّف بها: التَّلَطُّخ.
(٣) ن: في حديث ابن عمر، وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٤) جاء في ن (قتر) كما يلى: ومنه الحديث: أنه أَهدَى له يَكْسُومُ سِلاحًا فيه سَهْم، فَقَوَّمَ فُوقَه، وسَمَّاه قِتْر الغِلاءِ".
القِتْر بالكسر: سَهْم الهَدَف، وقِيل: سَهْم صَغِير، والغِلاءُ مصدر غَالَى بالسَّهمِ إذا رَمَاه غَلْوَةً.