للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سيبويه: ولم يقل هذا أحد، إنما يقولون: يا فُلُ، لأَنَّ هذا صِيغَة ارتُجلَت في باب النَّداء نحو: يا نَوْمَان ويا هَنَاه، فلا يَجوزُ إذاً أن يُعتَقد فيه أنه من باب التَّرخِيم، وقد جاء:

... أَمسِكْ فُلانُ عن فُلِ ...

فكَسرَ اللام (١) لِياءِ القافِيَة، فثَبَت أنه ليس بتَرخِيم من فُلانٍ. وأنشدَ ابنُ السِّكِّيت:

وهو إذا قيل له: ويَهاً كُلْ

فإنَّه مُواشِكٌ مُستَعْجِلْ

وهو إذا قيلَ له: وَيْهاً فُلْ

فإنَّه أَحْج به أن يَنْكُلْ (٢)

قال يوسف (٣) بنُ الحَسَن السِّيرافي: في قولِه: فُلْ يريد: يا فُلَان، فحذف حَرفَ النِّداء، والعَربُ تَجعلُ في النِّداء خاصة فُل في موضع يا فُلَان، وقد استعمل في الشعر في غيرِ النِّداءِ، وليس بالجَيِّد.


(١) جاء الرجز في لامية أبى النجم في الطرائف الأدبية/ ٥٧، وجاء في اللسان (فلن) وفي اللاميَة/ ٦٦.
* في لَجّةٍ أَمسِكْ فُلانا عن فُلِ *
الَّلجَّة بالفَتْح: الأصْواتُ والصَّخَبُ.
(٢) الرجز في كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت/ ٢٩٢ وكتاب المشوف المُعلَم للعُكبَرى ٢/ ٨١٢ برواية: "فإننى أحجُوبه أن يَنْكُلْ" - يهجو رجلا، واللسان (ويه) وشرحه فقال: أي إذا دُعِى لدفع عَظِيَمةٍ، فقيل له: يا فلان نكل ولم يُجِبْ، وإذا قيل له: كُلْ أَسرعَ.
(٣) أ: يونس بن الحسن السيرافى (تحريف)، والمثبت عن ب، جـ، والوفيات ٢/ ٣٥٠، وبغية الوعاة/ ٤٢١.