للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (١). وهذا هو الشَّرط المُتَقَدِّم ذِكره، وقَولُه تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} (٢).

قال أبو عُبَيد: مَعْناه لأَنْ، ولا وَجْهَ للكَسْر إلا أن تكون أَنْ بمعنى إذ كقَوْله تَعالى: {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} (٣). وقد أجازَ الخَلِيلُ وسِيبَوَيْه والفَرّاء والكِسائىُّ الكَسْرَ. قال سِيبَويْه: سَألتُ الخَلِيلَ عن قولِ الفَرزْدق:

أتَغضَب إنْ أُذنَا قُتَيْبةَ حُزَّتَا ... جِهاراً ولم تَغْضَب لقَتْلِ ابنِ خازِم (٤)

فقال: هي مَكْسُورة يَعنىِ إن، لأَنَّه قبيحٌ أنْ يُفصَل بين أَنْ والفِعْل، وهذا شَىءٌ قد مَضَى.

(أنى) - في حَديِث أَبِى بَرْزَة: "أنَّ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أَمرَ


(١) سورة العنكبوت: ١٦
(٢) سورة الزخرف: ٥.
(٣) سورة النور: ٣٣ - والآية: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا}.
(٤) البيت في مغنى اللبيب لابن هشام ١/ ٢٤ ط الحلبى. وجاء في حاشية الشيخ الأمير: قوله: أتغضب أي قبس، والفرزدق يمدح في هذه القصيدة عبد الملك ابن مروان ويهجو جريرا، وابن خازم: هو عبد الله بن خازم السلمى أمير خراسان، قتله أهلها وحملوا رأسه لعبد الملك، وهو في الديوان: ٣١١ وخزانة الأدب ٩/ ٧٨ وفي الديوان: "جهاراً ولم تغضب ليوم ابن خازم" وشواهد المغنى للسيوطى ١/ ٨٦.