للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث الأذان - فقال: مَرّةً "القُنع" بالنون سَاكِنةً، ومرّة "القُبَعُ" بالباء مفتُوحَةً، وجاء تَفْسِيرُه في الحديث: أنّه الشَّبُّورُ، وهو البُوقُ.

قال: وسَألتُ عنه غيرَ واحدٍ من أهل اللُّغَة فلم يُثبِتُوه لي على واحدٍ من الوجهين، فإن كانت الرواية في القُنْع بالنُّون * صَحيحَة، فلا أُراهُ سُمِّى إلّا لإقناع الصوت وهو رفعه، وأمّا القُبَعُ - بالباء - فلا أَحسَبه سُمِّي قُبَعا إلا لأنه يَقبَع فاصَاحِبه: أي يَسْتُره. وقَبَع الرجلُ رأسَه في جَيْبِه: أَدخَله فيه.

قال: وسَمِعتُ أَبَا عُمَر يقول: القَثَع (١) - بالثاء المثلثة - ولم أَسمَع هذا الحرف من غيره. انتهى كلام الخطابي.

وإن يُحفَظ القُبَع - بالباء - فلعله من قَوْلِهم: قَبَعَ في الأرض قُبوعًا: ذهب فيها، سُمِّي به لذهاب الصَّوت منه وشِدَّتِه.

(٢ - في الحديث: "إنْ وَلِيَكم رَءُوفٌ. قُلتُم: قُباعُ بنُ ضَبَّة" شَبَّهُوه به؛ وهو رجل كان في الجاهلية أَحمَقَ أهلِ زمانه. وكان يقال للحَارِث بنِ عبد الله القُبَاع؛ لأنه غَيَّر مكَايِيلَهم، فنَظَر إلى مِكْيَال صَغِير في رَأْي العَيْن أَحاطَ بدقيق كثير، فقال: إِنَّ مِكْيَالَكُم هذا لَقُبَاع؛ وهو الذي يُخفِي نَفسَه كالقُنْفُذِ فَنُبِز به ٢)


(*) آخر السقط من نسخة أ.
(١) في غريب الخطابى ١/ ١٧٤ قال لى أبو عُمَر، إنما هو القَثَع، بالثاء المثلثة وهو البوق، وهذا على ما ذكره أصح الوجوه.
(٢ - ٢) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ، وفي ن: "وفي حديث قتيبة لمّا وَلى خُراسان قال لهم: إن وَلِيَكم والٍ رءوف بكم قُلتُم: قُبَاعُ بنُ ضَبَّة".
وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.