للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو في قَومِ نُوحٍ على مِقْدارِ أعْمَارِهم، وكذلك في كُلِّ وَقْتٍ؛ مأخوذٌ من الاقْتِرَان، فَكَأَنَّه المِقْدارُ الذي هو أَكثَر ما يَقْتَرِن (١) فيه أَهلُ ذلك الزمَانِ في معايشِهم ومُقامِهم

- في الحديث: "أنّ الشمسَ تَغرُبُ (٢) بين قَرْنَىْ شَيطانٍ"

قال الخَطَّابيُّ: قيل: هو مُقارنَتُه الشَّمسَ عند غُروبها، كما رُوِى "أنه يُقارِنها إذا طَلَعَتْ، فإذا ارتفعت فارقَها، فإذا استَوَت قارَنَها، فإذَا زالَت فارقَها، فإذا غَرَبت قارنَها"

وقيل: قَرْنُه: قُوَّته؛ من قَولِهم: أنا مُقْرِنٌ له؛ فإنه يَقوى أمرُه في هذه الأوقاتِ؛ لأنه يُسَوِّلُ لِعَبَدَة الشّمسِ أن يَسجُدُوا لها في هذه الأزمانِ.

وقيل قَرنُه: حِزبُه وأَصحابُه. يقال: هؤلاء قَرْنٌ،: أي نشْءٌ. وقيل: بين قَرْنَيْه؛ أي أَمَّتَيْه الأَوَّلَيْن والآخِريْن. وقيل: إنه تَمثِيل (٣)؛ وذلك أنّ تأخيرَ الصَّلاةِ، إنما هو تَسوِيلُ الشَّيطان لهم.

(٤ وذوات القُرون إنما تُعالج الأَشياءَ بقُرونها، فكأنّهم لمَّا دَافَعوا الصَّلاةَ وأخَّروهَا بتَسْوِيلِ الشَّيطانِ لهم ٤) حتى اصْفرَّت الشَّمسُ صار ذلك بمنزلة ما يُعَالِجه ذَوُو القُرون بِقرونِهَا.

وفيه وجهٌ آخرُ: وهو أَنه يَنتصِبُ دُونَهَا، حتى يكون طُلُوعُها


(١) كذا في ب، جـ - وفي أ: "أكثر مَنْ يقترن".
(٢) في غريب الخطابى ١/ ٧٢٥: إن الشمس تَطْلع ومعها قَرْن الشيطان، فإذا طلعت قَارنَها، وإذا ارتفعت فَارقَها" وانظر صحيح البخاري: بدء الخلق ٤/ ١٤٩، ومسلم: باب المساجد ١/ ٤٢٧، ٥٦٨، والنسائى في المواقيت ١/ ٢٧٥.
(٣) ن: .. وكُلُّ هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سوّل له ذلك. فإذا سجد لها كان كأنّ الشيطانَ مقترن بها.
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ.