للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعلَى هذا مَا رُوى عن أَنسٍ - رضي الله عنه -: قال: "كانت للنَّبِي - صلّى الله عليه وسلّم - ناقة تُسمَّى العَضْبَاء لا تُسْبَقُ" - وعن الهِرْمَاس (١) - رضي الله عنه - قال: "رَأيتُ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلّم - يَخطُبُ على رَاحِلَته العضْبَاءِ (٢) "

- وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه - قال: "خطب النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم - علَى ناقَتِه الجَدْعَاء" وفي روَاية: "على ناقَةٍ صَرْمَاءَ" وفي أخرى: "صَلْمَاءَ"، وفي رواية: "مُخَضْرَمَةٍ".

قال الحَربيُّ: هذا كلُّه في الأُذُنِ.

قُلتُ (٣): فيُحتَمل أن يَكون الجميعُ صِفةَ ناقةٍ واحدة سمّاهَا كلُّ واحدٍ منهم بما تَخَيَّلَ فيها على حَسَبِ لُغَتِهِ.

- ويؤيده (٤) ما رُوِى في حديث عليّ - كرم الله وجهه -: "أنّه ركِبَ نَاقةَ رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - القَصْوَاء حين أمرَهُ أَن يُبَلِّغ أهلَ مكّةَ سُورَةَ بَراءة" في رِواية ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - وفي رِوايَةِ جابر: "العَضْبَاءَ" وفي رواية (٥): "الجدْعَاء" فهذا يُصرّحُ أنّ الثلاثَةَ صفَةُ ناقَةٍ واحدةٍ؛ لأنّ الحالَ واحَدٌ إن كَان لم يَتَبَيَّن ذلك.


(١) الهِرْماس بن زياد بن مالك الباهلي، أبو حُدَير، بمهملتين مصغرا، البصرى صحابيٌّ، سَكَن اليَمامَة، وهو آخر مَنْ مات بها من الصحابة بعد المائة. تقريب التهذيب ٢/ ٣١٦، وانظر أسد الغابة ٥/ ٣٩٣.
(٢) ب: "على راحلته القصواء"، وفي جـ: "على ناقته الجدعاء".
وفي ن: على ناقته القصواء - وعزيت إضاقة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٣) ب، جـ: "قال المصنف رحمه الله".
(٤) ب، جـ: "يؤكده" والمثبت عن أ، ن، واللسان: (قصا).
(٥) ب، جـ: "وفي رواية أبي سعيد".