للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قفل) - في حديث شُفَيٍّ (١)، عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -: "قَفْلَةٌ كغَزْوَة"

قال الخَطَّابيُّ: يحتَمِل وَجْهَين: أحدهما؛ أنه أرَادَ به: القُفُول عن الغَزْوِ والرُّجُوع إلى الوَطَنِ.

: أي إنَّ أجْرَ المجاهدِ في انصِرافِه إلى أَهلِه (٢ بعد غَزْوة ٢) كأجْرِه في إِقباله إلى الجهادِ؛ وذلك لأنَّ تَجهيزَ الغازِي يَضرّ بأَهله، وفي قُفُولِه إليهم إزالةُ الضَّررِ عنهم، واسْتجمَامٌ للنَّفس، واسْتِعدَادٌ بالقُوَّةِ للعَوْدِ.

والوَجْه الآخر: أن يَكُونَ أراد بذلك التَّعقِيبَ؛ وهو رُجُوعه ثانيًا في الوَجْه الذي جَاء مِنه مُنصَرِفًا، وإن لم يَلْقَ عَدُوًّا، ولم يَشهَدْ قِتَالاً، وقد يَفْعل ذلك الجيشُ إذَا انصَرَفُوا (٣ مِن مَغْزَاهم، وذلك لأَحدِ أَمْرَيِن: أحدهما، أنّ العَدُوّ إذا رأَوهم قد انْصَرفوا ٣) عن سَاحتهم خرجُوا مِن مكانهم وأَمِنُوهم، فإذَا قَفَل الجيشُ إلى دارِ العَدوِّ نَالُوا الفُرصَة منهم فأَغارُوا عليهم.

والوَجْه الآخر: أنّهم إذَا انْصَرفُوا مِن مغْزاتهم (٤) ضاهرين لم يَأمَنُوا أن يَقْفُو العَدُوُّ أثَرَهم فَيُوقِعوا (٥) بهم وهم غَارُّون، فربما


(١) في تقريب التهذيب ١/ ٣٥٣: شُفَىّ، بالفاء مصغرا، ابن ماتع، بمُثَنّاه، الأصبحى، ثقة، أرسل حديثاً، فذكره بعضهم في الصحابة خطأ، مات في خلافة هشام - وفي ن: ومنه حديث ابن عمر: قَفْلَة كَغَزْوة".
وفي نسخة ب: "عن عبد الله بن عمرو" والمثبت عن باقى النسخ.
(٢ - ٢) إضافة عن ن.
(٣ - ٣) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ، ن.
(٤) ب، جـ: "من غزاتهم" وفي ن: "من مغزاهم".
(٥) ب، جـ: "فيوقع" والمثبت عن أ، ن.