للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَيمُ الله: قَسَمٌ ذَكَره صاحب الغريبين في باب الياءِ، وهذا المَوضِعُ أَليقُ بظاهِره.

- في حديثِ ابنِ عُمَر الذي رَواهُ أحمَدُ في أول مُسْنَدِه، قال: حَدَّثَنا إسماعِيل، ثنا أَيُّوب، عن نَافِع، عن ابنِ عُمَر "أَنَّه دَخَل عليه ابنُه (١) فقال: إني لا إِيمَن أن يكون بَيْنَ النَّاس قِتالٌ" (٢).

هو من قولِهم: أَمِنَ يَأْمَن: أي لا آمَنُ، وإنَّما هو على لُغَة بني أَسَد، يَكِسرون أوائِلَ الأفْعال المُسْتَقْبَلة، إذا كانت على وزن فَعِل يَفْعَل بَكسْرِ العَيْن في الماضِى وفَتْحِها في الغَابِر. يقولون: أنا (٣) إِعْمل، ونَحنُ نِعْمَل، وأَنتَ تِعْمل، بكَسْر الهَمْزة والنُّون والتَّاء، إلا إذا كان أَولُ الفِعل تاءً، وقال شاعِرهُم:

قُلتُ لبَواب لَدَيْه دارُها ... تِيذَن فإنى حَمؤُها وجارُها (٤)

: أي لِتَأْذن، حَذَف لامَ الأمرِ لضَرورة الوَزْن، وتَركَ الكلمةَ مَجْزُومة كما كانت قبل حَذْف اللَّام، وبنو تَمِيم يَكسِرون أيضًا حُروفَ المُضارعةِ من الأفْعال كُلِّها، على أَىَّ وزنٍ كانت، نحو: تِخافُ وتِشاء {ألمْ إعْهَد إلَيْكُم} (٥) وعلى هذا قِراءةُ يَحْيىَ بن وَثّاب،


(١) ب: "أنَّه دخل على أبيه"، وما في ن، جـ موافق للأصل.
(٢) مسند أحمد / ٢: ٤ ط بيروت.
(٣) ب، جـ: أنا إفعل، ونحن نِفْعل، وأنت تِفْعَل.
(٤) في اللسان (أذن) دون عزر وانظر مادة (عصر) والعقد الفريد ٣/ ٤٦٠ والرجز لمنظور بن مرثد.
(٥) سورة يس: ٦٠ {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.