للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في الحديث: "نَهَى عن كَسْر السِّكَّة الجائِزةِ بينَ المُسْلِمِين إلا من بَأْس".

قال الِإمامُ أبو القَاسِم إسماعيل، رَحمِه الله، فيما قَرأتُه عليه: أَصلُ السِّكّة: الحَدِيدَةُ التي تُطبَع عليها الدّراهِمُ، ثمَّ قيل لِلدَّراهم المَضْروبة سِكَّة؛ لأنَّها ضُرِبت بها. وفي كَراهَته لكَسْرِها وجوه:

أحدها: أنَّه كَرِه قَطْعَ الدَّراهم والدَّنَانير وكَسْرِها لِما فِيها من اسْم (١) اللهِ، عَزَّ وجَلَّ.

وقيل: إنما كَرِه ذلك لأَنّه تَضْيِيع، وقد نَهَى عن إضاعة (٢) المَالِ.

وقال أبو داود السِّجِسْتَانى: قُلتُ لأحمدَ بنِ حَنْبل: مَعِى دِرهُمٌ صَحِيح وقد حَضَر (٣) سائِلٌ أَكْسِره؟ فقال: لا.

وقيل: إنما نَهَى عنه كَراهَةِ التَّدنيِق، وكان الحَسنُ يقول: لَعَن الله الدَّانِق (٤)، وأولَ مَنْ أحدَث الدّانِق، ما كانت العَربُ تَعرِفه


(١) ب، جـ: "أسماء".
(٢) ب، جـ: "وقد نهي عن الإضاعة".
(٣) ب، جـ: "حَضَرنى".
(٤) في المعرب للجواليقى / ١٩٣: الدَّانِق: معرب، بكسر النون، وهو الأفصح الأعلى. وفي الجمهرة "وهو الأفصح، وفَتَحها، وكان الأصمعى يَأْبَى: إلا الفتح".
وفي المصباح: وهو عند اليونان حَبَّتا خرنوب، لأنَّ الدراهم عندنا اثنتا عشرة حبة خرنوب، والدانِق الإِسلامي حبتا خرنوب وثلثا حبَّة خرنوب، فإن الدرهم الإسلامى ست عشرة حبَّة خرنوب، وتفتح النون وتكسر، وجمع المكسور دَوانق، وجَمعُ المَفْتوح دَوانِيق بزيادة ياء، قاله الأزهَرِىّ، وقيل: كل جمع على فَواعل ومَفاعِيل يجوز أن يُمَدَّ بالياء، فيقال: فَواعِيل ومَفَاعِيل.