للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمدَى: الغَايَة؛ أي يَستَكْمِل مَغْفِرَةَ الله عزَّ وجلَّ إذَا استنفَدَ وُسعَه في رَفع الصَّوْتِ، وبَلغَ الغَايةَ في المغْفِرةِ إذا بلَغَ الغَايةَ في الصَّوْتِ.

وقيل: إنّه (١ كلام ١) تَمثِيل: أي المكان الذي يُنتَهى إليه الصَّوتُ، لو قُدِّرَ أن يكُونَ ما بَين أقْصَاه، وبين مَقامِه الذي هو فيه ذُنُوبٌ تَمْلأُ تِلكَ [المَسَافة (٢)] لغَفَرهَا الله تعالى له.

- في الحديث: "سُبْحَانَ الله مِدَادَ كَلِمَاته"

قال الخَطّابىُّ: المِدادُ: المَدَدُ: أي قَدْرَ ما يُوازِيها في الكَثْرةِ، عِيارَ كَيْلٍ، أوْ وَزْنٍ، أو عَدَدٍ، أَوْ مَا أَشْبَههَا من وُجُوه الحَصْرِ والتقدير، وهذا أَيضًا كَلامُ تَمثِيل يُرَادُ به (٣) التَّقريبُ؛ لأنَّ الكلامَ لا يَدخُل في المكَايِيل ولا يقع في الوَزْنِ

- ونحوه في الحديث (٤): "ما بلَغ مُدَّ أحدِهم، ولا نَصِيفَه".

المُدُّ: رُبْع صاع، وَإنَّما قدّرَه بهذا؛ لأَنَّه أَقلُّ ما كانوا يتصَدَّقُون به في العَادة، والله أعلم.

ويُروَى: "مَدَّ أَحَدِهم" بالفَتْح: أي غَايتَه؛ وقد يُجَمعُ المُدَّ: أَمْدَادًا، ومِدادًا.

- وفي الحديث: "كانَ يتوضَّأُ بِالمُدِّ"

وهو رَطلٌ وثُلُتٌ - عند الشَّافعى؛ لحديث كَعب بن عُجرَةَ - رضي الله عنه - "أَطْعِمْ ثَلاثَةَ آصُعٍ سِتَّةَ مَسَاكِين"


(١ - ١) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ.
(٢) ب، جـ: "المسافات" والمثبت عن أ.
(٣) ب، جـ: "يراد بها" والمثبت عن أ.
(٤) ن: وفي حديث فضل الصحابة: "ما أدْرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه".