للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في الحديث: "مَن غَشَّنَا فليس مِنَّا"

: أي ليسَ على سِيرَتِنا ومَذهَبِنا، وقد تَرَك اتِّباعى والتمسُّكَ بِسُنَّتِى.

قال الخطَّابِىُّ: وذَهَب بعضُهم إلى أنَّه أرادَ نَفيَه عن دين الِإسْلام، وليس يَصِحُّ، وإنَّما هو كما يقُولُ الرجُلُ: أنا مِنْكَ واليكَ، يريد المُتابَعَةَ والموافَقَةَ.

- وفي قِصَّةِ إبراهيمَ عليه السّلام: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (١)

(٢ قال سيدنا - حرسه الله -: والأَوْلَى في تأَويلِه ما تأوّله عليه راوِيه، لأنَّهم أَعلم بِتَأويله، وهو أنَّ أبا موسى - رضي الله عنه - حين صَاحُوا عليه عند موته قال: أنا برىء ممِن بَرئ منه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - قال: "ليس مِنّا مَن صَلَقَ أو حَلَق (٣) "

- في الحديث (٤): "ليس الِإيمان بالتَّحَلِّى وَلاَ بالتَّمَنِّى".

مِنْ تَمَنَّى: إذا قَرأ؛ أي ليس بظاهر القَول فَحسْب ٢)

* * *


(١) سورة إبراهيم: ٣٦، الآية: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
(٢ - ٢) سقط من ب، جـ: والمثبت عن أ.
(٣) الحديث في النهاية (حلق، صلق) والمعنى ليس من أهل سنتنا من حلَق شَعرَه عند المصيبة إذا حلت به، أو رفع صوته في المصائب وعند الفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح.
(٤) ن: ومنه حديث الحسن: "ليس الإيمان بالتَّحَلَّى ولا بالتَمنَّي ولكن ما وقَر في القَلْب وصَدَّقَتْه الأعمالُ".
: أي لَيْسَ هو بالقولِ الذي تُظْهِرُه بلسانِكَ فقط، ولكن يجب أن تُتْبعَه مَعْرِفَةَ القلْب وقيل: هو من التَّمنّى: القراءة والتَّلاَوَة، يقال: تَمنَّى: إذا قَرأ.