للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الميم مع الواو]

(موت) - في الحديث (١): "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا"

معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا.

وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ.

يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد:

يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ

فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ (٢)

ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ.

وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى:


(١) ن: "في دعاء الانْتِباه" "الحمدُ لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" - وعزيت إضافة الحديث في النهاية لابن الأثير خطأ.
(٢) في اللسان (موت) برواية:
إني لأرجو أن تَموتَ الريحُ
فأسكُنَ اليومَ وأَستَرِيحُ