للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ندا) - في الحديث: "واجْعَلْنِى في النِّدَاءِ الأَعْلَى" (١)

النِّدَاءُ مَصْدَرُ نادَيتُه، ومعناه: أن يُنَادَى لِلتَّنْوِيهِ بهِ والرَّفْع منه، ويُحْتَمل أن يُريد به نِدَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ أهلَ النَّارِ {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} (٢)، كما في القُرآن.

والنِّداء: رَفعُ الصَّوْت بالدُّعاءِ، ويُقَالُ للصَّوْت المجرَّدِ نِدَاء، كما قال تَعالى: {إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} (٣).

والنِّداءُ: الظُّهور، وأَنشَد:

* كَالكَرْم إذ نَادَى منَ الكَافُورِ * (٤)

: أي ظَهَرَ ظُهُوَر الكَرْم مِن كُفُرّاهُ.

- ويُروَى: "في النَّدِىّ الأعْلَى"

وهو المجلسُ؛ لأنَّ القَومَ يَنْدُونَ فيه، وحَوَاليْه؛ أي يَدَّعُون.

يُقال: نَدَاهُم يندُوهم: أي دَعَاهم فإذا تَفَرّقُوا لم يكُن ندِيًّا، ومعناه: اجْعلْنِى من القوم المجتَمِعين، يعنى المَلأَ الأعْلَى من الملائكِةِ.

ومنه: دارُ النَّدْوَةِ بمَكَّةَ؛ لأنّهم كانُوا يجتَمِعُون فيها يَتشاوَرُونَ وَينْدُون. وناداهُ: جالَسَه، وتَنادَوْا: تجالَسُوا.


(١) ن: ومنه الحديث: "واجعلنى في النَّدِىّ الأَعلَى" النَّدِىّ - بالتشديد: النَّادِى: أي اجعلنى مع الملأ الأعلى من الملائكة.
(٢) سورة الأعراف: ٤٤.
(٣) سورة البقرة: ١٧١ {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}
(٤) في اللسان (ندى): وجاء فيه: فإنما أراد صاح - يقال: صاح النبتُ إذا بَلَغ والتَفَّ، وقيل: نادى النبتُ وصاحَ سواءٌ معروف من كلام العرب.