للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: إنّ النِّسَاءَ مَا كُنَّ يَتَنَقَّبْنَ (١)، بل يُبْرِزْنَ وُجوهَهُنَّ.

وقال أبو عُبَيدٍ: ليسَ هذا وَجْهَ الحَديثِ، ولكِنّ النّقاب عند العَرب: هو الذي يَبْدُو منه المَحْجَرُ (٢).

ومعناه أنّ إبْدَاءَهُنَّ المحاجِرَ (٣ مُحْدَثٌ ٣) إنَّما كان النِّقَابُ لاحِقاً بالعَينْ، وكانت تَبْدُو إحْدَى العَيْنَين والأخْرى مَسْتُورَة، والنِّقَابُ لا يَبْدُو منه إلاّ العَيْنَان؛ وهو الوَصْوَصَةُ أيضاً، واسمُ ذلك الشىّءِ الوَصْواصُ، وكانت البَراقِعُ والوَصْواصُ مِن لِباسِ النِّساءِ، ثم أحْدثنَ النِّقَابَ بَعْدُ.

- في حديث ابن عُمَرَ: "أنَّ مَوْلاَةً لامْرَأتِه (٤) اخْتَلَعَتْ بكُلّ شىء لَهَا، وكلَّ ثَوب عليها، حتى نُقبَتِها"

النُّقْبةُ: أن تأخُذَ المرأةُ من الثوب بقَدْرِ السَّرَاوِيل، فتخِيطَ لها حُجْزَةً بلَا نَيْفَقٍ (٥) وَلَا سَاقَيْن، فتَشُدَّها عليها كما تُشَدُّ السَّرَاويل، فإذَا لم تَجعَل لها حُجْزَةً أيضاً فهو النِّطَاق؛ وهو أن يَشتَمِل بالثَّوب، ثم تَشُدُّ وَسطَها بِخَيْطٍ، ثم تُرسِلُ الأعْلَى على الأَسْفَلِ.


(١) أ: "يتبقبن" (تحريف) وفي ن: "ينتقبن" والمثبت عن ب، جـ.
(٢) ن: "هو الذي يبدو منه مَحْجرَ العَين"
(٣ - ٣) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ، ن.
(٤) ن: "أن مَوْلَاةَ امرأةٍ اخْتَلَعَتْ مِن كلّ شىء لها وكلّ ثَوب عليها، حتى نُقْبَتها، فلم يُنْكِر ذلك"
(٥) في القاموس (نفق): نَيْفَق السراويل، بالفتح، الموضع المُتَّسع منه.