للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شُركاءُ في ثَلاثةٍ (١): الماءِ والكَلأِ والنّارِ"

وفَسَّرَه بَعْضهم بالحِجَارَة التي تُورِى النَّارَ، لا يُمْنَع أحدٌ أن يأخذَ منها، وقيل: أرَادَ ليس لِصاحِب النَّار أن يَمْنَعَ مَن أراد أن يَسْتِضىءَ منها أو يَقْتَبِس.

- في حديث هَمَّام عن أَبى هُرَيرة - رضي الله عنه -: "العَجْمَاءُ جُبَارٌ، والنارُ جُبَار" (٢)

قيل: غَلِطَ فيه عبدُ الرزّاق (٣)؛ وقد تابَعَه عَبدُ الملك الصَّنْعاني، وقيل: هو تَصْحِيف "البِئْرِ"، فإنّ أهلَ اليَمن يُميلُون النَّارَ، ويَكْسِرُون النُّون، فسَمِعَه بعضُهم على الإمَالة، فكتَبَه باليَاءِ فنَقَلُوه (٤) مُصَحَّفاً، فعلَى هذا الذي ذكَرَه هو على العَكْسِ مِمَّا قاله، فإن صَحَّ نَقلُه فهى النار يُوقِدُها الرجلُ في مِلْكهِ لِأَرب، فتُطِيُرها الرِّيحُ، فتُشعِلها في مالٍ أو مَتَاع لِغَيْره، بحيث لا يَمْلِكُ رَدَّها، فيَكُون هدَراً؛ فأمَّا البِئرُ فهو الذي يَحْفره الرّجُل في مِلْكِه، أو في مَواتٍ فتردَّى فيه إنسَانٌ؛ والعَجْمَاءُ؛ البَهِيمَةُ، ويعنى به إذَا كانت مُنْفلِتةً، لا قَائد [لها] (٥) ولا سائقَ، فأمَّا إذَا كان معها رَاكبُها أو قائدُها، أو سائقُها فقد اختُلِفَ فيه.

- في صفَةِ ناقة صَالحٍ: "هي أَنْورُ من أن تُحْلَبَ"


(١) أ: "في ثلاثة في الماء" والمثبت عن ب، جـ، ن.
(٢) جاء في غريب الحديث للخطابى ١/ ٦٠٠، ٦٠١، وأخرجه أَبو داود ٤/ ١٩٧ وابن ماجه ٢/ ٨٩٢
وفي القاموس (جبر): الجُبار بالضم: الهَذر والباطل، ومن الحروب: ما لا قَوَد فيها، والسيل وكل ما أفسد وأهلك، والبرىء من الشىء.
(٣) ن: قال الخطابى: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غَلِط فيه عبد الرّزاق حتى وجَدْتُه لأبى دواد من طريق أخرى.
(٤) ن: فقرأوه مُصَحّفاً بالباء.
(٥) سقط من أوالمثبت عن ب، جـ.