للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه بَعضُهم "وَجًى" يُرِيدُ الحَفَى، وذلك بَعِيدٌ؛ لأنّ ذلك مَنْ مَشىَ كثيراً، لا أن يُسْتَعملَ بمعنَى الفُتُور؛ فإنّ مَن وجِئَ فقد فَتَر عن المَشىْ.

وفي الحدِيث حُجَّة لمن جَوَّز إغراءَ الغائب؛ لأنه قال: "علَيه بالصَّوم" والمَشهُور أنّ الإغراء للحَاضِر.

(وجب) - في الحديث: "إذا كان البَيْعُ عن خِيارٍ فقد وجَبَ"

: أي إذا قال بَعْد العَقْدِ (١): اخْتَرْ رَدَّ البَيْع أو إنْفاذَه، فاخْتارَ الإنفاذَ وجَبَ وتَمَّ وإن لم يَفْتَرِقَا.

قال الأصمَعِىُّ: وجَبَ البيعُ يجِبُ وجُوباً وجِبَةً. وأوجبه فلانٌ إيجَاباً.

وقال سلَمةُ: الوَجِيبَةُ: أن يُوجِبَ البَيعَ؛ وهو أن يَأخُذَ كُلَّ يوم منه بعضًا؛ فإذا فرغ قيل: استَوفَى وجيبَتَه.

- وفي حديث (٢) آخرَ: "أنّه مَرَّ بِرَجُلَين يَتَبايَعان شاةً، فقال أحدُهما والله لا أَزِيدُ على كذا، وقال الآخَر: والله لا أنْقُصُ مِنْ كذا، فقال: قَدْ أوْجَبَ أحَدُهُما"

: أي حَنِثَ وأَوْجَبَ الإثمَ والكَفَّارةَ على نَفْسِهِ.

- في حديث سَعيد: "لَوْلَا أصْوَاتُ السَّافِرة لسَمِعْتُم وجْبَةَ الشَّمسِ". (٣)

وهي مَصْدَر وجبَت الشَّمْسُ؛ إذَا سَقَطَت لِتَغِيبَ.

- في حديث الحَسَن في كَفَّارة اليَمِين: "يُطْعِمُ عَشَرةَ مَساكِين وجْبَةً


(١) أ، ب، جـ: العقدة، والمثبت عن ن.
(٢) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٣) ن: أي سُقُوطَها مع المَغِيب. والوَجْبَةُ: السَّقْطة مع الهَدَّة.