للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَائِمًا} (١) قال: مُوَاكِظاً.

يُقَال: وَاكظَ على أَمْرِه ووَكَظَ: واظَب، وهو يَكِظُه؛ إذا كان معه إلى جَنبِه. والواكِظُ: الدافعُ الزَّبُون، وَقد وَكظَهُ وكْظاً.

(وكل) - في الحديث: "نَهى عن المُواكلَةِ" (٢)

وهو أن يكون للرَّجُل على آخر ديْنٌ، فيُهِدِى له فيُؤخّر، ويُمْسِكُ عن اقتِضَائِه؛ وإنما سُمِّى مُوَاكَلةً؛ لأنَّ كلَّ وَاحدٍ يُوكِلُ صَاحِبَه، فعلَى هذا هو من بَاب الأكلِ من المهمُوزِ، ويحتمل أن يَكُون مِن قولهم: رَجُلٌ وُكَلَةٌ؛ أي تُرَكَةٌ.

- ومنه (٣) الدُّعَاء: "لا تَكِلْنى إلى نَفسِى"

فالنَّهى وَرَد به لِمَا فِيه من التَّقاطُع والتَّنَافُر، وأن يَكِلَ صَاحِبَه إلى نفسِه، ولا يُعِينَه فيما يَنُوبُه.

- وفي حديث لُقمَان بن عَادٍ لبعض إخوتِه: "وَإذا كان الشَّأنُ اتَّكَلَ"

(٤): أي يَكِلُ الأَمرَ إلى غَيْره، ويتَوانَى ولَا يَنهَضُ بالأَمْرِ إذَا وَقَع. ورَجُلٌ تُكَلَةٌ قُلِبَتِ الوَاوُ تَاء، كتُخَمَةٍ وتُؤَدَةٍ وتُهَمَةٍ. ورَجُلٌ مُواكِلٌ ووَكِلٌ؛ ضَعِيفٌ يَتَّكِلُ على غيْرِه.


(١) سورة آل عمران: ٧٥.
(٢) ن: قيل: هو من الِإتَّكال في الأمور، وأن يَتَّكِلَ كلُّ واحد منهما على الآخَر.
يقال: رجُلٌ وُكَلَةٌ؛ إذا كثُر منه الاتّكال على غَيْره، فَنَهى عنه؛ لما فيه من التَّنافُرِ والتَّقاطُع، وأن يَكِلَ صاحبَه إلى نفسِه ولا يُعينَه فيما يَنوُبُه.
وقيل: إنما هو مُفاعَلة من الأكل، والواو مُبْدَلة من الهمزة؛ وقد تقدم في حَرْفها.
(٣) ن: ومنه حديث الدعاء: "لَا تكِلْنى إلى نَفْسىِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فأهْلِكَ"
(٤) ن: أي إذا وَقَع الأمرُ لا يَنْهَضُ فيه، وَيكِلُه إلى غيره. وأصلُه: اوتَكَل، فَقُلبت الواو ياء، ثم تاءً وأدغِمَت.