للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(هبد) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "زَوَّدتنَا يُمَيْنَتَيْهَا (١) مِن الهَبِيدِ"

الهَبِيدُ: (٢ الحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويُسْتَخْرَجُ حَبُّه، ويُنْقَعُ، لِتَذْهَب مَرَارَتُه، والهَبْد فِعْل ذلك - والتَّهبُّد والتَّهبِيد والاهْتِبادُ ٢) أَخذُ الهَبِيد ومُعَالَجتُه، وصُنَّاعُه الهُبَّادُ والهَوابِدُ.

(هبط) - قوله تَباركَ وتَعالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (٣)

: أي انْزِلُوا؛ وقد يكون الهبوط الانحِطاطَ من عُلوٍ إلى سُفلٍ، كقَوله تعالى: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} (٤)

- وفي حديث ابن عبّاسٍ (٥) - رضي الله عنهما - في تَفْسِير قَوله تعالى وتَقدَّس: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (٦) قال: "هو الهَبُوطُ".

قال سفيان: هو الذَّرُّ الصَّغِيرُ.

وقال الخطابى: أُرَاهُ وَهْماً، وإنّما هو الهَبُّورُ مِن الهَبْر، وهو القَطْعُ؛ ومنه هِبْرِيَةُ الرَّأسِ، وهي قِطَعٌ صِغَارٌ تكون في الشَّعَر


(١) أ: "هينقيها" (تحريف) والمثبت عن ب، جـ، وفي ن واللسان (هبد): في حديث عمر وأمّه: "فَزَوَّدَتْنَا مِن الهَبيد"
وجاء الحديث كاملا في النهاية (يمن) والفائق (هبد) ٤/ ١٠٩
وفي غريب الحديث لأبى عبيد ٣/ ٢٥٨ (يمن): هكذا جاء الحديث، ولكن الوجه في الكلام أن يكون يُمَيِّنَيْها - بالتشديد، لأنه تصغير يمين، وتصغير الواحد يُمَيَّن - بلا هاء. وإنما قال: يُمَيّنَتَيها، ولم يقل يَدَيْها ولا كفّيها، لأنه لم يرد أنها جمعت كفَّيها ثم أعطَتهما بجَمِيع الكفَّين، ولكنه أراد أنها أعطت كلّ واحد كفًّا واحدةً بيَمينِها، فهاتان يَمينَان.
(٢ - ٢) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ.
(٣) سورة البقرة: ٦١. {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}
(٤) سورة البقرة: ٣٨، الآية: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(٥) ن: "وفي حديث ابن عباس في العَصْفِ المأكُول. قال: هو الهَبُوطُ، هكذا جاء في رواية بالطاء"
(٦) سورة الفيل: ٥.