للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "ما أُبالِيه بالَةً".

: أي مُبالاةً وأَصلُه بَالِيَةٌ كالعَافية ٣).

- في حَديث أبى سَعِيد: "إدامُهم (١) بَالامٌ ونُونٌ، قالوا: وما هذَا؟ قال: ثَورٌ ونُونٌ".

قال الخَطَّابى: النُّونُ: الحُوتُ، وأما بالَام فإنه شىء مُبْهم. دلَّ الجواب من اليَهُودِىِّ على أنه اسمٌ للثَّور. وهو لفظ مبهم لم يَنْتَظم، ولا يَصِحّ أن يكون على التَّفرِقة اسماً لشىء، فيشبه أن يكون اليَهُودِىُّ أراد أن يُعمِّىَ الاسَم فقطَع الهِجاءَ وقَدَّم أحدَ الحَرْفَين فقال: يَالَام. وإنما هو في التَّرتيب لَامٌ، يَاءٌ، لَأَى على وزن لَعَى: أي ثَوْر، يقال للثَّور الوَحْشِى: اللَّآى على وزن اللَّعَا، والجَمع اللأْلآء على وزن الأَلعاء. فصحَّف فيه الرُّواةُ. فقالوا: بَالاَم، جعلوا اليَاءَ باءً. فأَشكلَ واستَبْهم قال: وهذا أَقربُ ما يَقَع لِى فِيه، إلا أن يكون ذلك بغَيْر لسان العرب، فإن المُخبِرَ به يَهودىٌّ، فلا يَبعُد أن يكون إنما عَبَّر عنه بلِسانه. فيكون ذلك في لِسانهم يَلا (٢)، أكثر العِبْرانِيَّة فيما يَقولُه أَهلُ المَعرِفة بها مقلوب عن لِسانِ العَرَب بتَقْديمِ الحُروفِ وتأخيرِها.


= أي صنع بهما خير الصنيع الذي يبلو به عباده. وفي الديوان: ١٠٩ برواية: رأى الله ..
(١) جاء الحديث مستوفى الشرح في فتح البارى ١١/ ٣٧٢ - ٣٧٤ ط السلفية: "باب يقبض الله الأرض يوم القيامة" - وفي صحيح مسلم ٤/ ٢١٥١ ط الحلبى: "باب البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة" - وجاء كلام الخطابى في كتابه "أعلام السنن في شرح صحيح البخارى".
(٢) ب، جـ: بلا، والمثبت عن أ.