للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُحَرَّرين (١) فإني رَأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين (٢) جاءَه شَيءٌ، لم يَبْدَأ بَأَوَّل منهم".

قال الطَّحاوِي: مَعْناه أنَّهم كانوا كُفَّارا، فأَردْنا منهم الِإيمَان الذي هو سَبَبٌ لهم إلى الفَوْزِ.

كما قال: عَجِبْت من أَقوامٍ يُقادُون إلى الجَنَّة في السَّلَاسِل، ثم يُؤمَر مَوالِيهم بالِإحْسان إليهم، ونَدَبَهم الشَّرعُ إلى إعتَاقِهم. فكذا أَمَر بتَقْدِيمِهم في العَطَاء حتَّى لا يفارق إحسانهم إليهم أَبداً.

- في حَديِثِ الحَجَّاج: "أَنَّه باع مُعتَقاً في حَرارِه" (٣).

يقال: حَرَّ المَمْلوك، يَحَرّ، حَرَارًا (٤) قال الشَّاعِر:


(١) في ن: أراد بالمحررين الموالي؛ وذلك أنَّهم قوم لا دِيوانَ لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بنى هاشم، ثم الذين يلونهم في القرِابة والسَّابِقَة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر، فذكرهم ابنُ عمر، وتشفَّع في تقديم أعطياتهم، لِمَا عَلِم من ضعفهم وحاجتهم، وتأَلُّفاً لهم على الإسلام.
(٢) ن: إذا جاءه شيء.
(٣) زعم بعض النَّاس أن الحَجَّاج لم يَبع رقبةَ حُرَّ قطّ، وإنما باع ولَاءهُ، فقيل على هذا: قد باعه، وكانت العرب تفعل ذلك، ومن أجله نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بَيْع الولاء أو هِبَتِه، وقالوا: إنما استحلَّت القُرَّاءُ قِتالَه لِذَلك وقالوا: غَيَّر وبَدَّل. وانظر غريب الحديث للخطابي ٣/ ١٨٠، والفائق (حرر) ١/ ٢٧٧.
(٤) الوسيط (حرر): حَرَّ العَبدُ حَرارًا: خلص من الرّق، وفلانٌ حُرَّيةً: كان حُرَّ الأَصل.