للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَحمدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون.

وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون (١).

وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال:

يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... (٢)

ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر.

لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى


(١) المصدر السابق.
(٢) جزء من بيت من الشعر جاء في غريب الحديث للخطابى ١/ ٦٥٣ والبيت:
يذكِّرنى حاميمَ والرُّمحُ شاجِرٌ ... فهَلَّا تَلَا حامِيمَ قبل التَقَدّم
: أي يُذَكِّرنى الله.
وفي اللسان (حمم) وعزى إلى شُرَيْح بن أَوفَى العَبْسِىّ، وإلى الأشتر النَّخْعى، والضَّمِير في يُذَكِّرنى لمحمد بن طلحة، وقَتلَه الأَشْتَر أو شريح.