للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في حَدِيثُ عُمَرَ: "أَحيُوا ما بين العِشَاءَين" (١)

: أي تَأَرّقوا، لأَنَّ النومَ موتٌ، واليَقظَة حَياةٌ، ومَرجِع الصِّفة إلى صَاحِب اللَّيل، وهو من باب قَولِه:

(٢ فأَتت به حُوشَ الجَنانِ مُبطَّناً ... سُهُدًا ٢) إذَا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجلِ

أي: يُنام فيه، ويُرِيد بالعِشاءَين المَغرِبَ والعِشاءَ، فَغلَّب العِشاءَ: كالعُمَرين] ٣).

* * *


(١) في حديث سلمان رضي الله عنه "أَحْيُوا ما بين العِشاءَيْنِ، فإنه يَحُطُّ عن أحدكم من جُزْئِه، وإِيّاكم وَمَلغَاةَ أول الليل، فإنَّ مَلْغَاة أول الليل مَهْدَنةٌ لآخره - وروى: مَهْذَرة في موضع مَلْغَاة".
كذا في الفائق (حيا) ١/ ٣٤٣ يُريدُ بالجُزْء ما وظَّفَ على نفسه من التَّهَجُّد، والمَلْغاة والمَهْذرَة والمَهْدَنة: مفعلة من اللَّغو والهَذَر والهُدُون بمعنى السُّكون. والمعنى - كما جاء في الفائق - أن من قطع صدر الليل بالسَّمَر ذهب به النوم في آخره، فمنعه من القيام للصلاة.
(٢ - ٢) الإِضافة عن شرح أشعار الهذليين للسّكرى ٣/ ١٠٧٣ وهو لأَبى كَبِير الهُذَلِىّ، وفي ن والفائق (حيا) ١/ ٣٤٣، وحماسة أبى تمام بشرح التبريزى ١/ ٨٧ (حُوشَ الفُؤَاد) والهَوْجَل: الرّجلُ الأَهوجُ.