للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أبس) (١) - في حديثِ إبراهيم (٢) قال: "جاء رجلٌ إلى قُرَيْش فقال: - يعنى كَذِباً منه - إنّ أَهْلَ خَيْبَر أَسَرُوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدون أن يرسلوا به إلى قَومِه ليَقتُلوه، فجعل المشركون يُؤبِّسون به العَبَّاسَ رضي الله عنه".

قال عمرو بن سَلَمة عن أبيه: يُؤبِّسون: أي يُعيِّرون ويُرغِمون، وقيل معناه: يُوبِّخون به العبّاسَ، يقال: أبَستُه أبْساً، وأبَّسته تأبِيساً: وبَّختُه.

قال الأصمعى: أبَس به وأبَّس به، إذا صغَّره وحقَّره: أي كانوا يُلحِقون الصَّغارَ بالعَبَّاس لأَجلِ ذلك، وقيل: الأَبْسُ والتّأبيسُ: التَّخْويف: أي كانوا يُخوِّفونَه بقَتْل النبى - صلى الله عليه وسلم -.

وقيل: الأَبسُ والتَّأبِيسُ: التَعْيِير، وتأبَّس: قَبِلَ القَهْرَ والتَعْييرَ: أي كانوا يُعيِّرون العَبّاس بذلك، لِيأْنَفَ ويَرجِعَ عن دِينِه.

ويقال: مكان أَبسٌ: غَلِيظ، قال الرَّاجز:

... مَكاناً أَبْسا


(١) جاء في ن قبل هذه المادة حديث: "إن البِطِّيخَ يقلع الإِبْرِدةَ" - الإبردة، بكسر الهمزة والراء، علّة معروفة من غَلَبة البرد والرطوبة، تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة - وإنما أوردناها هنا حملا على ظاهر لفظها - ولم يأت هذا الحديث في أ، ب، جـ - وجاء في ن إثر مادة (أبر).
(٢) ن: في حديث جبير بن مطعم قال: جاء رجل إلى قريش ....