للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (١). أنه خَاطَبَهَم على المُتَعارَف عِندهم، وعلى ما كَانُوا يُسَمّونَهم به. وذَلك كقَول مُوسَى، عليهِ الصَّلاة والسَّلام، للسَّامِرِىّ: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} (٢): أي الَّذى اتَّخذْتَه إلهاً، لا أنَّه كان عند مُوسَى، عليه الصَّلاة والسَّلام، كذلك. ولَيْسَ المَمْلوك يَجعَل مَالِكَه رَبًّا له فيُخَاطِبَه بِذَلك.

- فأَمَّا قَولُه في ضَالَّةِ الِإبلِ: "حَتَّى يَلقَاهَا رَبُّها".

فإنَّ البَهائِم غَيرُ مُتعَبَّدة، وهي بمنزلة الأَمْوال (٣) التي تَجُوزُ إضافتها إلى مَالِكِيها وأَنَّهم أَربابٌ لها.

كقول عمر، رضي الله عنه: "رَبَّ الصُّرَيْمَة ورَبَّ الغُنَيْمة" (٤).

وقيل: إنَّما نَهَى المَمْلُوكَ في هذا, لأنه من الآدمِيين الذين أَخذَ المِيثاقَ منهم، بقَولِه تَعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (٥).

وغير الآدمِيِّين لم يَكُن فيهم.

- في حَدِيثِ عُروةَ بنِ مَسعُود: "أَنكرَ القَومُ دخولَ مَنزِله قبلَ أن يأتِىَ الرَّبَّة" (٦).


(١) سورة يوسف: ٤٢ {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}.
(٢) سورة طه: ٩٧ {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}.
(٣) أ: الأقمشة "تحريف" ولعلها الأمتعة، والمثبت عن ن.
(٤) يريد صاحب الِإبل القليلة، والغَنَم القليلة. وانظر مادة "صرم".
(٥) سورة الأعراف: ١٧٢ {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}.
(٦) ن: حديث عروة بن مسعود: "لَمّا أَسلَم وعاد إلى قومه دخل منزلَه، فأنكر قَومُه دخولَه قَبلَ أن يأتي الرَّبَّة".