للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الزَّجَّاج: جائز أن يكون طَعمُ الزَّنْجَبيل فيها، وجائز أن

يكون مِزاجَها، كما قيل في الكافور: إنَّ مِزَاجَها كالكافور، كما

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} (١): أي كَالنَّار، وقيل: إنّ

مِزَاجَها كافورٌ يشْتَدُّ به بَردُها، فَلهَا طِيبُ الكافور وَبَرْدُه دُون

ضرَرِه ومَرارَتِه، وليس كَكَافور الدُّنْيا؛ لَأنّه لا أذَى فيه، بل هو طَيِّب كُلُّه وِرَاحَة، فإن أهلَ الجنة لا يَمَسُّهم فيما يَأكلون ويشربون ضَرَرٌ ولا نَصَبٌ، فكذلك الزَّنْجَبِيِل لا غائلةَ له (٢).

(زنج) - في الحديث: "هَوَّمتُ تهويمةً فَزنَجَ شيءٌ" (٣)

قال الخطَّابي: لا أَدرِي ما زَنَج، وأحسبُه بالحاء، والزَّنْجُ: الدّفْع.

قال ابنُ دُرَيد: كأنّه يريد هُجومَ هذا الشخص وإقباله، ويحتمل أن يكون "سَنَح": أىِ عرض من السُّنُوح، فغَلِط بعضهُم فقلب السِّين زاياً، ويحتمل أن يكون زلج - باللام والجيم -.

والزَّلَج: سرعة ذَهاب الشيء ومضيّه كالسّهم (٤) الزَّالج.

(زند) - في صفة رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في حديث هند:


(١) سورة الكهف: ٩٦ {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}.
(٢) ب، جـ: "لا غائلة فيه".
(٣) ن: "في حديث زياد: "قال عبد الرحمن بن السائب: فزنج شىء أَقْبَلُ طويلُ العُنُق، فقلت: ما أنت؟ فقال: أنا النَّقَّاد ذُو الرقبة".
وانظر الحديث بتمامه في غريب الخطابى ٣/ ٦٥، وكذا في الفائق: (هوم) ٤/ ١٢٠ وتهذيب ابن عساكر ٥/ ٤٢٤ والتهويم: أن يأخذ الرجلَ النعاسُ حتى يخفق برأسه، ويقال: هَوَّم الرّجُلُ وتهوَّم.
(٤) ب، جـ: "كالسِّىِّ" "تحريف" - وفي الأساس (زلج): سهم زالج: يزلج على وجه الأرض ثم يمضى.