للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبخراسان محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، ومحمد بن رجاء السندي، وغيرهم، وبالجزيرة عليَّ بن حرب وغيره.

وروى عنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأحمد بن علي الرازي، وأبو علي الحسين بن علي، وأبو أحمد علي، وسليمان الطبراني، ومحمد بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ، وأبو الوليد الفقيه، وابنه أبو مصعب محمدُ بن أبي عوانة. وحج خمس مرات، قال: وكنت بالمصيصة، فكتب إليَّ أخي محمد بن إسحاق، فكان في كتابه، شعر:

فإنْ نحنُ التقينا قبلَ موتٍ ... شَفَينا النفسَ من مضضِ العِتابِ

وإن سبقتْ بنا أيدي المنايا ... فكَمْ من غائب تحتَ الترابِ

وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم، ومن الرحالة في أقطار الأرض لطلب الحديث.

توفي سنة ٣١٦، قال أبو القاسم بن عساكر: إن قبر أبي عوانة بأسفرايين مزارُ العالم، ومتبَّرك الخلق، وبجنب قبره قبر الراوية عنه أبي نعيم عبد الملك بن أبي الحسن الأزهر الأسفراييني في مشهد واحد داخل المدينة على يسار الداخل من باب نيسابور من أسفرايين، وقريب من مشهده مشهد الإمام الأستاذ أبي إسحاق الأسفراييني على يمين الداخل من نيسابور، وبجنب قبره قبر الأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام الفقيه المتكلم صاحبه الصاحب بالجنب حيًا وميتًا، المتظاهرين لنصرة الدين بالحجج والبراهين، سمعت جدي الإمام عمرَ بنَ الصفار - رحمه الله تعالى - ونظر إلى القبور حول قبر الإمام الأستاذ أبي إسحاق، وأشار إلى المشهد، وقال: قد قيل: ها هنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الإمام الشافعي أربعون إمامًا، كل واحد منهم لو تصرف في المذهب، وأفتى برأيه واجتهاده - يعني: على مذهب الشافعي - لكان حقيقًا بذلك، والعوام يتقربون إلى مشهد الأستاذ أبي إسحق أكثرَ مما يتقربون إلى أبي عوانة، وهم لا يعرفون قدرَ هذا الإمام الكبير المحدَّث أبي عوانة؛ لبعد العهد بوفاته، وقرب العهد بوفاة الأستاذ أبي إسحق، وأبو عوانة هو الذي أظهر لهم مذهب الإمام الشافعي -

<<  <   >  >>