للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن السمعاني: سمعت الحسينَ بنَ عبد الملك يقول: سمعتُ ابن مندَهْ يقول: قد تعجبت من حالي مع الأقربين والأبعدين؛ فإني وجدت في الآفاق التي قصدتها أكثر من لقيته بها - موافقًا كان أو مخالفًا - دعاني إلى مساعدته على ما يقوله، وتصديق قوله والشهادة له في فعله على قبول ورضًا، فإن كنت صدقته، سماني: موافقًا، وإن وقعت في حرف من قوله وفي شيء من فعله، سماني: مخالفًا، وإن ذكرت في واحد منهما أن "الكتاب والسنة" بخلاف ذلك، سماني: خارجيًا، وإن أوردت حديثًا في التوحيد، سماني: مشبهاً، وإن كان في الرؤية، سماني: سالميًا، وأنا متمسك بالكتاب والسنة، متبرىء إلى الله من التشبيه والتمثيل والضد والند والجسم والأعضاء ومن كل ما ينسب إليَّ، ويُدَّعى عليَّ من أن أقول في الله تعالى شيئًا من ذلك، أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو أتخذه أو انتحله.

ومن تصانيفه "الردُّ على الجهمية" قال ابن تيمية رح: كان ابنُ مندَهْ من الأصحاب، وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة. قال ابن منده: علامة الإخلاص زيادة السر على الإعلان في إيثار قول الله وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الأقوال كلها، وعلامة الصبر: حبسُ النفس في استحكام الدرس بالكتاب والسنة، وعلامة التسليم: الثقة بالله الحكيم في قوله، والسكون إلى الله العظيم بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع الأشياء، وقال في كتاب "الرد على الجهمية": التأويل عند أصحاب الحديث: فرعٌ من التكذيب.

١٥٤ - عبد الرحمن بن محمد بن الحسنِ يعرف بابن عساكر، الدمشقيُّ.

صنف في الحديث والفقه، ودرس في مواضع، وكان يتورع من المرور في رواق الحنابلة؛ لئلا يأثموا بالوقيعة فيه؛ لأن عوامهم يبغضون بني عساكر؛ لأنهم شافعية أشاعرة، وعرضوا عليه ولايات ومناصب، فتركها. توفي سنة ٦٢٠، ومولده سنة ٥٥٠.

١٥٥ - عبد الرحمن بنُ محمدِ بنِ المظفر، الداوديُّ.

جمالُ الإسلام، وشيخ خراسان، راوي البخاري من السرخسي، كان من الأئمة الكبار مع علو الإسناد.

<<  <   >  >>