للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقاضي القضاة، أو يكتبوا له ذلك، وأمرهم أن يبدلوا ذلك بقاضي المسلمين، وقال: إن هذ لفظ مأثور عن علي - رضي الله عنه - يوضح ذلك أن التلقيب بملك الملوك، إنما كان من شعار ملوك الفرس من الأعاجم المجوس ونحوهم، وكذلك أن المجوس يسمون قاضيهم: موبذ موبذان، يعنون بذلك: قاضي القضاة، فالكلمتان من شعائرهم، ولا ينبغي التسميةُ بهم، انتهى.

١٨٤ - علي بن المبارك أبو الحسن، الكرخيُّ النهريُّ.

كان كثير الذكاء، سمع الحديث الكثير، وتوفي سنة ٤٨٩.

قال القاضي أبو الحسين: تفقه على الوالد، وقال لي: كنت في بعض الأيام أمشي مع القاضي الإمام والدك، فالتفت، فقال لي: لا تلتفت إذا مشيت؛ فإنه يُنسب فاعل ذلك إلى الحمق، قال: وقال لي يومًا آخر وأنا أمشي معه: إذا مشيت مع من تعظمه، أين تمشي منه؟ قلت: لا أدري، قال: عن يمينه، تقيمه مقام الإمام في الصلاة، وتخلي الجانب الأيسر، فإذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى، جعله في الجانب الأيسر.

١٨٥ - محمد بن الحسين بن جعفرٍ الراذانيُّ، الزاهدُ.

سمع الحديث من جماعة، وحدث باليسير، وقال السمعاني: كان صاحب كرامات، مجاب الدعوة، وذكر ابن النجار بإسناده: أن رجلاً حلف بالطلاق أنه رآه بعرفة، ولم يكن الشيخ حج تلك السنة، فأخبر الشيخ بذلك، فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: أجمعت الأمةُ قاطبةً على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب في افتنان مسلم أو مسلمة في لحظة واحدة، فلا ينكر لعبد من عبيد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود، ثم التفت إلى الحالف، وقال: طبْ نفساً؛ فإن زوجتك معك حلال. قال ابن الجوزي: كان الراذاني كثير التهجد، ملازمًا للصيام، توفي سنة ٤٩٤.

١٨٦ - جعفر بن أحمد بنِ الحسين، السراجُ المقرىءُ، المحدِّثُ الأديبُ.

ولد سنة ٤١٧، ذكره السَّلَفي عنه، وقال شجاع الذهلي: سنة ٤١٦، سمع

<<  <   >  >>