للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عبد الوهاب الشعراني: رأيته جاء إلى بغداد، فالتقى به أبو الحسن، فقال له: كيف تركت الصبيان؟ فقال: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: ٩]، تقوى الله لنا ولهم.

١٨٨ - علي بن محمد بنِ عليٍّ القاضي، أبو منصور، الأنباريُّ.

ولد سنة ٤٢٥. قرأ القرآن، وسمع الحديث، وبرع في الفقه، وأفتى ووعظ، وكان مظهرًا للسنة في مجالسه، وولي القضاء، توفي سنة ٥٠٧، وتبعه من الخلق ما لا يحصى كثرةً، ولا يعدُّهم إلا أسرعُ الحاسبين.

١٨٩ - محفوظ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الكلوذاني، أبو الخطاب، البغداديُّ.

أحد الأئمة، ولد في سنة ٤٢٣، وسمع الحديث على جماعة، وكتب بخطه كثيرًا من مسموعاته، وبرع في المذهب والخلاف، ودرَّس وأفتى، وصنف كتبًا حسانًا في الأصول وغيرها، وحدَّث بالكثير على صدق واستقامة، وهو من أئمة أصحاب أحمد، وكان الكياهراسي إذا رآه مقبلاً، قال: قد جاء الفقهُ.

وذكر ابن السمعاني: أن أبا الخطاب جاءته فتوى في بيتين من شعر، وهما:

قلْ للامامِ أبي الخَطَّاب مسألةٌ ... جاءتْ إليك وما يُرجى سِواكَ لَها

ماذا على رجلٍ رام الصلاةَ فمذ ... لاحَتْ لناظرِه ذاتُ الجمال لَها

فكتب عليها في الحال:

قلْ للأديبِ الذي وافى بمسألةٍ ... سَرَّتْ فؤادي لَمَّا أَنْ أَصخْتُ لَها

إنَّ الذي فتنتْهُ عن عبادتِهِ ... خريدةٌ ذاتُ حسنٍ فانثنى وَلَها

إنْ تابَ ثمَّ قضى عنه عبادَتَهُ ... فرحمةُ اللهِ تَغْشى مَنْ عَصَى وَلَها

توفي سنة ٥١٠، ودفن إلى جانب قبر الإمام أحمد.

قال ابن رجب: رأيت بخط أبي العباس بن تيمية - رحمه الله - في تعاليقه القديمة، رُئي الإمام أبو الخطاب في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فأنشد - رحمه الله -:

<<  <   >  >>