للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البين، سلمتَ من العُجْب، قال: حدثني الشيخ طلحة: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: يا رسول الله! أيثاب الرجل على قراءة القرآن؟ فقال: نعم، فقلت: بفهم أو بغير فهم؟ قال: بفهم وبغير فهم، قلت: كلام الله بحرف وصوت؟ قال: وهل يكون كلامٌ بغير حرف وصوت؟ قاله ثلاثًا، قال: وهذا المنام عندي بخط الشيخ طلحة. وحدثني الجياني ببغداد وأصبهان، وروى عنه ابن الجوزي عدة منامات في كتبه. توفي سنة ٦٠٥، ذكره ابن نقطة، والمنذري، والقطيعي.

٢٢٤ - أسعد، ويسمى: محمد بن المنجا بنِ بركات، التنوخيُّ المعريُّ، الدمشقيُّ، القاضي، وجيهُ الدين، أبو المعالي.

ولد سنة ٥١٩. سمع بدمشق، وتفقه على مذهب أحمد مدة، وروى عنه جماعة، منهم: الحافظ المنذري، وابن النجار. توفي سنة ٦٠٦.

قال الشيخ موفق الدين: حدثنا ابن المنجا، قال: كنت يومًا عند الشيخ أبي البيان، وقد جاءه ابن تميم، فقال: ويحك! الحنابلة إذا قيل لهم: من أين لكم أن القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله تعالى: الم، حم، كهيعص، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا أقول: "الْمَ حرف، ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"، أو كما قال، وأنتم إذا قيل لكم: من أين قلتم: إن القرآن معنى في النفس؟ قلتم: قال الأخطل:

إنَّ الكلامَ لَفي الفؤادِ وإنَّما ... جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دَليلا

فالحنابلة أتوا بالكتاب والسنة، وقالوا: قال الله، وقال رسوله، وأنتم قلتم: قال الأخطل - شاعر نصراني خبيث -، أما استحييتم من هذا القبيح؟! جعلتم دينكم مبنيًا على قول نصراني، وخالفتم قول الله وقولَ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو كما قال. قال ابن الخشاب: فتشت دواوين الأخطل، فلم أجد هذا البيتَ فيها، قال أبو النصر السجزيم: إنما قال الأخطل: "إن البيان من الفؤاد"، فحرفوه وقالوا: إن الكلام .......

<<  <   >  >>