للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصفه ابن نقطة، والمنذري، وابن الساعي وصفًا حسنًا، وقالوا: هو من بيت العدالة والرواية، أجاز للمنذري، توفي سنة ٦٢٧.

٢٤٢ - عبد الرحمن بن نجم بنِ عبدِ الوهاب، الأنصاريُّ، يعرف بابن الحنبلي.

ولد سنة ٥٥٤، رحل إلى البلاد، وسمع من الحفاظ، وقدم مصر مرتين، وكان له حرمة عند الملوك، ووقع بينه وبين الشيخ الموفق في السماع اختلاف، فأجاب الموفق بإنكاره، وقال: ما من بدعة من البدع ولا قبيح من القبائح إلا قد سمعها المشايخ من الصوفية، وكتب هو: أن الغناء كالشعر فيه مذموم وممدوح؛ وذكر أحاديث في تغني جويريات الأنصار، وفي الغناء في الأعراس، وأحاديث في الحداء. وقال في اجتماع الرجال والنساء في مجلس: هو محرم إذا كان في غير معروف.

فإن كان في صلاة جماعة أو جمعة، أو سماع خطبة أو موعظة، أو التقى في مجلس حكم، فذلك غير منكر، وله تصانيف، منها: كتاب "أسباب الحديث" في مجلدات، وكتاب "الإنجاد في الجهاد". توفي سنة ٦٣٤.

٢٤٣ - إسحاق بن أحمد بنِ محمدِ بنِ غانم، العلثيُّ.

كان محدثًا فقيهًا عالمًا، زاهدًا، أمارًا بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدًا إلا الله، أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه، وواجه الخليفة، وصدعه بالحق، وهو شيخ العراق، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخصوا فيه.

قال المنذري: قيل: إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكارًا للمنكر منه، وحبس على ذلك مدة، وأرسل رسالة إلى ابن الجوزي بالإنكار عليه فيما يقع من كلامه من الميل إلى أهل التأويل، يقول فيها: من فلان إلى فلان، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لاتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع في الشريعة المحمدية، فلا حاجة إلى ذلك، فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله تعالى لنا

<<  <   >  >>