للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي أوائل هذا القرن قويت الطائفة الوهابية، وهي منسوبة إلى رجل من تميم، يقال له: محمد بن عبد الوهاب سكن في الدرعية بنجد.

وكان يومئذ سعود (١) بن عبد العزيز العنزي - من ربيعة الفرس - شيخَ البلد، ومحمد بن عبد الوهاب من المساليخ، من ولد علي (٢)، ولهذه القبيلة بواقي في نواحي زبيد على خليج المعجم، فاتفق سعود مع ابن عبد الوهاب على إذاعة تعاليمه، وكان ذلك (٣) نحو سنة ١٧٦٠ مسيحية، وقام بعده عبد العزيز بن سعود (٤)، واستظهر على كتيبتين أرسلهما إليه وزير بغداد، وظفر بجيش عظيم تحت راية زيد بن مساعد شريف مكة سنة ١٧٩٤، وقوي هذا الحزب في العراق، واستولى على مسجد علي، وأخربه.

وفي سنة ١٨٠٤ بعث عبد العزيز بابنه سعود، ومعه ١٢٠٠٠ رجل، فاستملك الطائف ومكة، ثم تقدم إلى جدة، وحاصرها، وهناك بلغه خبر وفاة أبيه، فرجع إلى الدرعية، وفي سنة ١٨٠٤ رجع إلى الحجاز، وأخذ المدينة المنورة، وتسلط على تلك الأطراف إلى سنة ١٨١٥، فنهض لطرده إبراهيم باشا - صاحب مصر -، وانتصر عليه في وقائع عديدة إلى أن أخرجه من الحجاز.

ومات (٥) سعود في الدرعية بمرض الحمى - وقد ناهز الخمسين من عمره -، ولم يزل نسله متسلطًا على نجد وما يليها إلى الآن، وقصبتهم مدينة "الرياض"


(١) هو الأمير محمد بن سعود، وليس كما ذكره المؤلف.
(٢) أبو جد الشيخ محمد، اسمه: علي بن محمد.
(٣) بايع الأمير محمد بن سعود، الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، على نصرة الدين والجهاد في سبيله، وإقامة الشريعة الإسلامية، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سنة (١١٥٨ هـ ١٧٤٥ م).
(٤) تولى الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بعد وفاة أبيه سنة ١١٧٩ هـ ١٧٦٥ م.
(٥) توفي الإمام، "سعود" بن عبد العزيز بن سعود بن محمد بن سعود سنة (١٢٢٩ هـ ١٨١٤ م).

<<  <   >  >>