للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه الزهد والصلاح، وصار أخيرًا إلى بجاية، وحدَّث هنالك، وسمع منه في سنة ٥٣٧ - رحمه الله عليه -.

٣٥٤ - محمد بن علي الجَيّاني.

وكان يعلم بالقرآن، ويسمع الحديث طاف البلاد، وسمع ببلخ جماعة منهم، ووقف كتبَه على أصحاب الحديث، وله عوال مخرجة من حديثه، ساوى بعضَ شيوخه، البخاريَّ، ومسلمًا، وأبا داود، والترمذي، والنسائي، مات سنة ٥٦٣ - رحمه الله تعالى -.

٣٥٥ - محمد بن عبد الرحمن التُّجيبيُّ.

نزيلُ تلمسان، وسمع في الرواية، وكتبَ العلم عن جماعة كثيرة - أزيدَ من مئة وثلاثين -، من أعيانهم: أبو الطاهر السلفي، صحبَه، واختصَّ به، وأكثر عنه، وقال له: تكون محدَث المغرب - إن شاء الله تعالى -، ودعا له بطول العمر، وله أربعون حديثًا في المواعظ، مولده في نحو سنة ٥٤٠، وتوفي سنة ٦١٠.

٣٥٦ - أبو العباس المرسيُّ.

كان من أكابر الأولياء صحب أبا الحسن الشاذلي - قبره بالإسكندرية مشهور -، ذكره ابنُ عطاء الله في كتابه "لطائف المنن"، والصفدي في "الوافي"، وله كلام بديع في تفسير القرآن، كلامه يدل على عظيم ما منحه الله من علوم لَدُنَّيَّة، قال: الفتوة: الإيمان، قال سبحانه {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} [الكهف: ١٣]، وقال في قوله تعالى حاكيًا عن الشيطان الرجيم: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} [الأعراف: ١٧] الآية، قال: ولم يقل: من فوقهم، ولا من تحتهم؛ لأن فوقهم التوحيد، وتحتهم الإسلام، وقال في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر"؛ أي: لا أفتخر بالسيادة، وإنما الفخر لي بالعبودية، وقال في قول سمنون المحب:

وليسَ لي في سواكَ حَظٌّ ... فكيفما شِئْتَ فاخْتَبِرْني

<<  <   >  >>