للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما يتصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريفُ أبي عريش، وأمدوه بالجنود، ففتح البلاد التهامية كاللحية، والحديدة، وبيت الفقيه، وزبيد، وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون إلينا - إلى صنعاء - إلى حضرة الإمام المنصور وولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إلي أيضًا ما يصل من الكتب إلى الإمامين، ثم وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها، وفي جهة ذمار، وما يتصل بها، ثم خرج باشا (١) مصر إلى مكة بعد إرساله بجنود افتتحوا مكة والمدينة والطائف، وغلبوا عليها، وكان استيلاؤه على مكة والمدينة سنة ١٢٢٨، وخروجه إلى مكة سنة ١٢٢٧، والحرب مستمرة، ومات سعود في هذه السنة ١٢٢٩.

وقام بالأمر ولده عبد الله بن سعود. وقد أفردت هذه الحوادث العظيمة بمصنف مستقل. وسيأتي في ترجمة الشريف غالب - شريف مكة - إشارةٌ إلى طرف من هذه الحوادث - إن شاء الله تعالى -، ثم خرجت جيوش الروم ومصر على عبد الله بن سعود، وما زال الحرب بينهم سجالاً، وتكاثرت جنود الروم حتى حصروا عبد الله بن سعود ومن معه من الجند في قريته الدرعية، وطال الحصر.

وأخربت المدافع الرومية كثيرًا من الأبنية، وبعد هذا استسلم عبد الله بن سعود، وكان ذلك في سنة ١٢٣٣، وأدخلوه أسيرًا إلى حضرة سلطان الروم، والله أعلم ما انتهى إليه حاله (٢)، ثم خرج بعض الجنود الرومية صحبة الباشا


(١) هو محمد علي باشا سنة (١٢٢٨ هـ ١٨١٢ م) حينما هو وصل إلى مكة، فأكرمه الشريف غالب، وبعدما استتبت له الأمور، قبض على الشريف غالب وأولاده، وأرسلهم إلى مصر، ومنها إلى سلانيك.
(٢) لما خافت الحكومة العثمانية على نفسها بسبب امتداد الحكم السعودي في أنحاء البلاد العربية، وأيضًا خوفًا من محمد علي باشا أن يمتد حكمه في تلك البلاد، ابتكرت سياسة جديدة لتحقيق مصلحتها، فأسندت الأمر إلى الباشا المذكور.

<<  <   >  >>