للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدنى معرفة بعلم يعلم أني لم أذكر فيها إلا مجردَ الذبِّ عن أعراض الصحابة الذين هم خيرُ القرون، قال: والمترجَم له - عافاه الله - ناشرٌ للعلم في مدنية ذمار، مع احتمال لما يلاقيه من الجفاء الزائد من أهل بلده بسبب نشره لعلم الحديث بينهم، وميلُه إلى الإنصاف في بعض المسائل، مع مبالغته في التكتم، وشدة احترازه حتى توفاه الله في سنة ١٢٤٩، ويكون عمره مئة، انتهى - رحمه الله -.

٣٩٨ - قال في "البدر الطالع" في ترجمة خليل بن ميران شاه بنِ تيمورلنك:

فيه جمال صورة، مات بالري مسمومًا في سنة ٨٠٩. ونحرت زوجته - المسماة بشاه ملك - نفسَها بخنجر من قَفاها، فهلكت من ساعتها.

وقد وصف مؤلف سيرة تيمور من مزيد عشقه لزوجته هذه، وإفراط محبته لها ما يقضى منه العجب، حتى قال: إنه كان يقف معها في قميص واحد يدخلان [فيه] جميعًا؛ لمزيد شغفِ كلِّ واحدٍ منهما بالآخر، فلهذا قتلت نفسها بعدَ موته، ووصف من جماله ما تُعذر معه زوجته، وكذلك وصفَ من جمالها ما يخففُ عنهُ الملامةَ فيما تهتك به من عشقها؛ حتى كان ذلك سبب ذهاب ملكه ونفسه، والأمر لله، انتهى.

[٣٩٩ - قال في "البدر الطالع": السلطان حيدر الغازي، الهندي سلطان الولاية التي يقال لها "لكهنؤ"]

وقفنا على كتاب مشتمل على وصف حاله، صنفه أحمد الشرواني الراحل إلى بلاد الهند، وتاريخ هذا الكتاب سنة ١٢٣٥، ذكر فيه أنه شاهد فيلاً ينوح على الحسين السبط - رضي الله عنه - في الشهر المحرم بشعر موزون ... إلى قوله:- وهذا مستبعَد جدًا، والظاهر: أن اللَّيل يُهَمْهِم همهمةً تحصل وزن الشعر، فإن كان صدور ذلك بلسان فصيح كنطق الإنسان، فما أظن الناطق من حنجرته إلا شيطان، وقد ينطق من الأصنام - وهي جمادات -، وهو ينطق من رؤوس من يدعي أنه قد صار له قرين من الشياطين؛ كما ذلك معروف، انتهى.

<<  <   >  >>