للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترجمةً أذكر فيها ما صار فيه من مكابدة غرام بعد غرام، وهيام عقب هيام، وكان يأذن بذلك، ولو علمتُ أنه يكرهه، ما ذكرته؛ لأني صنفت هذا الكتاب عن ذكر المعايب، وطهرته عن نشر المثالب، لا كما يفعله كثير من المترجمين من الاستكثار من ذلك؛ فإن الغيبة قبيحة إذا كانت بفلتات اللسان لا تحفظ ولا يبقى أثرها، بل تُنسى في ساعتها، فكيف بها إذا حُررت بالأقلام، وبقيت أعوامًا بعد أعوام، ولا سيما إذا لم يتعلق بها غرض الجرح والتعديل، فإنها من حصائد الألسنة التي تكبُّ صاحبَها على منخره في نار جهنم - نسأل الله السلامة - مات في سنة ١٢٠٩ - رحمه الله تعالى -.

٤٧٩ - محمد بن عبد الرحيم بنِ محمدٍ الهنديُّ، الشافعيُّ، الأصوليُّ.

ولد بالهند سنة ٦٤٤، وقدم اليمن، فأكرمه المظفَّر، وأعطاه تسع مئة دينار، ثم حج، وأقام بمكة ثلاثة أشهر، ورأى بها ابن سبعين، وسمع كلامه، ثم دخل القاهرة، وقدم دمشق، فاستوطنها، وقعد في الجامع ودرَّس، وصنف في أصول الدين: "الفائق"، وفي أصول الفقه: "النهاية".

ولما عقد بعض المجالس لابن تيمية، عين صاحب الترجمة لمناظرته، فقال لابن تيمية في أثناء البحث: أنت مثل العصفور، تزط من هنا إلى هنا، ولعله قال ذلك لما رأى من كثرة فنون ابن تيمية، وسَعَة دائرته في العلوم الإنسانية، والرجل ليس بكفءٍ لمناظرة ذلك الإمام إلا في فنونه التي يعرفها، وقد كان عُريًا عن سواها، ولهذا قيل: إنه ما كان يحفظ من القرآن إلا ربعَه، حتى نقل أنه قرأ {المص} [الأعراف: ١]: بفتح الميم وتشديد الصاد. وتوفي في آخر صفر سنة ٧١٥، انتهى.

٤٨٠ - محمد بن عبد الرحمن بن محمدٍ، السخاويُّ.

ولد في ربيع الأول سنة ٨٣١، قرأ على البلقيني، والمناوي، وابن الهمام، وابن حجر، ولازمه، وانتفع منه، وتخرج به في الحديث، وأقبل على هذا الشأن بكليته، وتدرب فيه، وسمع العاليَ والنازل، وأخذ عن مشايخ عصره بمصر ونواحيها، حتى بلغوا أربع مئة شيخ، ثم حج، وأخذ عن مشايخ مكة والمدينة،

<<  <   >  >>