للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمنين، وبارك لهما في الدنيا والدين، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

٥٤٢ - خليفةُ العصر، وتاجُ هامة الفخر، الرئيسُ البطلُ الأعظم، لأعلى طبقات من كواكب الهند، أهلُ بيتنا "نواب شاه جهان بيكم" والية "بهوبال" المحمية، وحاميةُ حوزتها السنية - حفظها الله وسلَّم -.

أصلها من قوم أفغان، وهم من نسل العمالقة عند التحقيق والإتقان، من أولاد الضحاك التازي، ولدت (١) في قلعة إسلام نكر، موضع بقرب بهوبال - على ثلاث فراسخ منها - سنة ١٢٥٤، ونشأت في حجر أمها الكريمة "نواب سكندر بيكم" المرحومةِ، يتيمةً، ووليت الرياسة مرتين، فهي صاحبة القِرَان، مرة من جهة الأب، وأخرى من جهة الأم.

ومنحت الرئاسة أمها المتوفاة في سنة ١٢٨٥ - وهي عام سفري إلى الحجاز -، وتزوجتْ بامرأين، آخرُهما كاتب هذا الأحرف، و {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: ٥٨]. ووقع تزوجي هذا إياها في سنة ١٢٨٨، باطلاع ملكة إِنكلند (٢) ومالكتها المخاطبة: بقيصر الهند، على مرأى من أعيان الحكام، ومسمع من الأمراء الكرام، وجاء هذا الزواج (٣) بما يلزمه من رفعة المراتب، وترقي المدارج المعمولة في الديار الرئاسية (٤)، والممالك الدولية؛ من الخطاب الرفيع، والإقطاع الكبير، ودفع المدافع عند الإيراد والإصدار، وتسليم العساكر والجيوش والجنود الكبار، إلى غير ذلك مما يعرف ويعمل في زمرة الرؤساء، وعصابة الملوك والأمراء.

وقد قرأتْ - حفظها الله تعالى - القرآن الكريم مع الترجمة بلسانها، وهي على


(١) وتوفيت - رحمها الله - بعد وفاة زوجها، وهو مؤلف هذا الكتاب، سنة (١٣١٩ هـ ١٩٠١ م)، وسنها إذ ذاك ٦٥ سنة، ومدة حكمها ٣٤ سنة.
(٢) إنكلند: إنكلترا.
(٣) ولم تكن لهما ذرية بهذا الزواج.
(٤) أي: الدولة.

<<  <   >  >>