للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسن بن عبد اللَّه بن تقي المقرىء صهر الشمس بن الصائغ، القباني بفندق الموز، الذي ترجمه صاحبُ التَّرجمة في "الإنباء" (١)، ثم بعد وفاته -وهي في شوال سنة أربع وأربعين- نور الدِّين أبو محمَّد علي بن أحمد السَّمَنُّودي عم (٢) إمام المدرسة الراتب أبي عبد القادر إبراهيم بن محمَّد بن أحمد السَّمَنُّودي.

وصليت به في بعض الليالي، فصلى العشاء ثمَّ التراويح، فإذا قام الإِمام ليوتر، جلس هو غالبًا يسبح إلى أن يفرغ، ثم يدخُل إلى بيته، فينام، ثم يفعل ما ذكرته عند تهجُّده قريبًا.

هذه وظيفته (٣) في أكثر الأوقات. وأمَّا في أيام الدُّروس والولايات، فيختلُّ هذا النِّظامُ قليلًا، وكذا في رمضان، فإنَّه يمشي الصُبحَ بالمدرسة على العادة، ثم يدخُلُ إلى منزله أو يمكثُ في المحراب إلى طُلوع الشَّمس، فيجيء الجماعةُ لسماع الحديث، ويقرأ القارىءُ -وهو الشَّيخ برهان الدين بن خضر- ولم يقرأ بين يديه في هذا المجلس غيره إلا سنة كان فيها مجاورًا بمكة، فقرأ ابنُ سالم القطعة المسموعة مِنْ "صحيح ابن خزيمة"، وانتدب الشَّيخ شمس الدين بن قمر للرَّدِّ عليه.

ووقعت ظريفةٌ، وهو أنَّه ردَّ عليه لفظةً بسين مهملة بعد أن قرأها بشين معجمة، فقال له القارىءُ: فوقها ثلاثُ نقطٍ، كلُّ واحدةٍ بقدر عمامتك! أو كما قال.

وأمَّا بعد موته، فقرأ برهانُ الدِّين البقاعي سنة واحدةً، قرأ فيها نحو النِّصف مِنْ "مسند أبي يعلى"، وتوفي شيخنا قبل السنة الثانية، والقراءة تكون حصةً منْ "صحيح البخاري" تقع (٤) فيها المباحثةُ، وتنتشرُ الفوائدُ النَّفيسةُ بين الطَّلبة، فإذا انتهى منها، شرع في قراءة باقي الحصَّة في شيء مِنْ كتب


(١) ٩/ ١٤٦.
(٢) في (ب): "ثم"، تحريف.
(٣) في (ب، ط): "طريقته".
(٤) في (ط): "تكون".