للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما بعدها خلقًا (١)، وأسمعها على شيخه العراقي والهيثمي، وأحضرها على ابن خطيب داريَّا في الثالثة الجزء الثَّالثَ مِنْ أول "حديث المخلص".

وتزوجها الأمير شاهين العلائي قطلوبغا الكركي، الذي صار داودارًا صغيرًا عند المؤيَّد، ثم بطل إلى أن مات في ذي القعدة سنة ستين وثماني مائة بدمشق كما قرأته بخط ولده، وقال: إنه قرأ القرآن وصلى به، وكتب بخطه "الشفاء" و"الموطأ" وغيرهما، لكنه خسَّ بالورق، فلم ينتفع بها. قال: وكان في خُلُقِه شدَّةٌ وزعارَّة، وأثنى على فروسيَّتِه. انتهى.

فاستولدها عدَّة أولاد، ماتوا كلُّهم في حياة أمهم؛ منهم: أحمد. ذكره شيخي في استدعاء ولده محمد في سنة خمس وعشرين وثماني مائة، وعزيزة. ذكرها الشَّيخ رضوان في استدعاء مؤرَّخ بذي القعدة سنة ثلاثين. ولم يتأخر مِنْ أولادها إلا أبو المحاسن يوسف الآتي ذكره.

وكانت قد تعلَّمت الكتابة والقراءة، وماتت وهي حاملٌ بالطَّاعون سنة ثلاث وثلاثين وثماني مائة، فجُمِعَتْ لها شهادتان.

[[ابنته فرحة]]

وأما فرحة (٢)، فمولدها في رابع عشري رجب سنة أربع وثماني مائة، واستجيز لها -كما تقدَّم- في سنة سبع وثمان مائة، ثم بعد ذلك [في ذي القعدة سنة ثمان عشرة] (٣).

وتزوجها (بكرًا) (٤) شيخ الشيوخ محب الدين ابن الأشقر، الذي وَلِيَ نظر الجيش وكتابة السِّرِّ، وكان أحد أعيان الدِّيار المصرية، ومات فى أوائل رجب سنة ثلاث وستين، وعمل بعضُ الأُدباء صدَاقها في أُرجوزة كما تقدَّم (٥).


(١) في الأصول: "خلق"، والصواب ما أثبت، وهو كذلك في ترجمتها مِنْ الضوء اللامع ١٢/ ٥١.
(٢) مترجمة في الضوء اللامع ١٢/ ١١٥.
(٣) ما بين حاصرتين ساقط مِنْ (ب).
(٤) ساقطة مِنْ (أ).
(٥) ١/ ٥٠٥.