للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَشِّرْ بِلادَ الشَّام مَع سُكَّانها ... بولِيِّ دينٍ قَدْ وَلِيهَا حَاكِما

حَبْرٌ إمامٌ نَاسِكٌ مُتَعَفِّفٌ ... بالعِزِّ لم يَبْرَحْ مُهابًا راحما

وبقوله أيضًا:

لِتَهنَ بِكَ العَلْيَاءُ يَا شَيْخَ عَصْرِهِ ... ويَا عَالِمًا حازَ الكَمَالَ بَأَسْرِهِ

ويا مُفْردًا في وَقْتِنا بولائه ... فَدُمْ في أمَانٍ بالوَلَاءِ ونَصْرِهِ

وهجا خاله بما سيأتي في ترجمته.

وكان مِنْ مدَّة شرع في ترتيب "طبقات الحفاظ" [للذهبي على الحروف بإشارة جده، بعد أن أعطاه نصف "ترتيبها" له، فكمل عليه، ثم التمس مِنْ القاضي علم الدين التقريض] (١) عليها فرآه نقل عن جدِّه أشياء فأفْحَشَ في إنكارها بهامش النُّسخة في غير ما موضعٍ ممَّا لا أحبُّ ذكره، لكونه انتقصَ فيه شيخَنا، ثم استرضى حتَّى كتب.

وكذا كتب له على الكتاب اسمه صاحبنا القطب الخيضري بعد أن وصف هو القطب في الخُطْبة بشيخه العلَّامة حافظ الوقت، وكذا وصف تقيَّ الدين القلقشندي بشيخه، وما علمتُه قرأ على واحدٍ منهُما، ورأيتُ بخطه أَنَّه مدح أولهما بقوله:

لتهنَ بِكَ العلياءُ يا قُطْبَ عَصْرهِ ... ويا حافِظًا حازَ الفَخَارَ بأسْرِهِ

ويا مُفْرَدًا في وَقْتِنَا بِذَكائِه ... فدُمْ في أمانٍ بالهَنَاءِ ونَصْرِهِ

واختصر "قُضاة مصر" لجده، فأساء الصَّنيع، خصوصًا حيثُ وصف الأصل بقوله: وجدتُ فيه بعضَ إعوازٍ في مواضع، منها إسهابُه في بعض التراجم، وإجحافُه في بعضها، ومنها: إخلاله بتحرير مَنْ تكرَّرت ولايتُه، والاقتصار على ذكر بعضها، ومنها: إغفالُه ذكرَ مَنْ أخذَ المترجم عنه، وبمن صُرِفَ في الغالب، ومنها: إهمالُه بعضَ تراجم أسقطَها أصلًا ورأسًا، ولعلَّها


(١) ما بين حاصرتين ساقط مِنْ (أ).