للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخنا: وقد أدركت أنا الفرنوي، لكن لم أدخل الثَّغرَ المذكور إلا بعد وفاته بقليل.

وأقام بإسكندرية حتى تمت السنة المذكورة، ودخل في التي تليها عدَّة أشهر، وكان معه قريبه الزين شعبانُ الماضي ذكره، فاشترك معه في الأخذ عَنْ هؤلاء وغيرهم.

وممن رافقه في بعض مسموعاته بها: العلامة الشمس بن عمار المالكي، وأثبت له شيخنا مسموعه معه بخطه.

وقد رأيت جزءًا سماه "الدرر المضيَّة مِنْ فوائد إسكندرية"، ذكر فيه مسموعه هناك، وما وقع له مِنَ النَّظم والمراسلات، وغير ذلك، ما أحْسَنَ لو كتبتُه ولم أنتقه! ومن جملة ما فيه مِنْ نظمه:

رحلتُ إلى الإسكندرية مرةً ... وفارقت مَنْ أهوى فلازمت تبريحي

فلا الرمل فيه كان نجمي طالعًا ... ولا التذَّ منِّي الجسم في شارع الرُّوحِ

وكذا رأيت أوراقًا مِنْ جزء للسَّفرة التي بعدها:

"يا لهفي على رؤية باقيه"

والظاهر أنَّ كل سفراته سلك فيها هذه الطريقة.

[[رحلته إلى الحجاز:]]

ورجع من إسكندرية، فأقام بمصر إلى يوم الخميس ثاني عشري شوال سنة تسع وتسعين، فظهر منها قاصدًا أرض الحجاز من البحر، فوصل الطُّورَ يوم الأحد ثاني ذي القعدة، فلقي بها مِنْ الفُضلاء راجعًا مِنَ الديار المصرية قاصدًا البلاد اليمنية العلامة نجم الدين أبا علي محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المصري، ثم المكي، عُرف بالمرجاني، نسبة إلى جدِّ أُمِّه الزاهد الكبير المشهور، فقرأ عليه بساحل الطُّور في خامس