للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذي القعدة حديثًا (١). ورافقه في هذه الرحلة قاصدًا المجاورة بمكة المشرّفة الحافظ صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم الأقفهسي الشافعي فاستأنس به، وكذا رافقهما الرضيُّ أبو بكر بن أبي المعالي الزبيدي (٢) القحطاني وغيره، فتزايد الاستئناس، وانتشرت الفوائد الأدبية وغيرُها بينهم.

[[رحلته إلى اليمن:]]

وكان مبدأُ السفر في البحر صبيحة يوم السبت ثالث عشر (٣) ذي القعدة، فدخلوا ينبُع يوم الجمعة ثالث عشرة ذي الحجة. وممَّن لقيه بها - لكن ما أتحقق أنه في هذه الخطرة- جار اللَّه بن صالح بن أحمد الشيباني المكِّي، فقرأ عليه بها عدَّة أحاديث من "الترمذي"، وسافروا، فطلع خليل مِنْ جدَّة إلى مكة، وتوجه صاحبُ الترجمة ومَنْ معه إلى بلاد اليمن، فوصلوها في ربيع الأول (٤) من سنة ثمانمائة، فلقي بتعز، وزبيد، وعدن، والمُهجم، ووادي الحصيب، وغيرها غير واحدٍ.

وممَّن لقيه بتعز: أبو بكر بن محمد بن صالح بن الخياط، وبزبيد: الشهاب أحمد بن أبي بكر بن علي النّاشري، والعلامة الشرف إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن المقرىء صاحب "عنوان الشرف" و"مختصر الحاوي"، وغير ذلك، وأحسنَ السفارة له عند سلطان بلده. وقال صاحب الترجمة: إنه ما رأى باليمن أذكى منه، [بل نقل بعض الفضلاء عن خط النفيس العلوي، قال: سمعتُ الإمام الحافظ أبا العباس أحمد بن علي


(١) في هامش (ح) حاشية بخط المصنف نصها: حش [يعني حاشية]: وهو حديث ابن مسعود: "إن خلق أحدكم" رواه من معجم ابن جميع له عن أبي محمد بن جماعة سماعًا، فإن لم يكن فإجازة،. . . قلت: وبعده كلام مطموس وقد تآكل بعضه. وانظر للاستيضاح، المجمع المؤسس ٣/ ٢٩٨.
(٢) في (ب): "الرشيدي"، تحريف.
(٣) في (ب، ط): "عشري".
(٤) في (ب): "في ربيع الثاني أو قبل ذلك".