للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ القاهرة كتابٌ لشخص من تُجَّارها يقال له ابن سلام، وفيه محدثتان طامتان، موت البلقيني -وهي أعظمها- ومحاصرة النصارى للإسكندرية، انتهى] (١) (٢).

[[رحلته الثانية إلى اليمن:]]

وجاور (صاحب الترجمة) (٣) بعض سنة ستٍّ، وسافر فيها إلى اليمن، وهي المرة الثانية، فلقي بها أيضًا بعض المذكورين وغيرهم، فحملوا عنه، وحمل عنهم.

وفي هذه المرة انصلح المركبُ الذي كان فيه، فغرق جميعُ ما معه مِنَ الأمتعة والنَّقدِ والكتب، ثم يسر اللَّه تعالى بطلوع أكثرها بعد أن أقام ببعض الجزائر هناك أيامًا. وصُولح عما جرت العادة بأخذه مما يطلع بعد الغرَق بمالٍ كثير جدًّا، بحيث يتعجب من كثرة أصله، وكُتب محضرٌ بذلك حسبما رأيته، لكن غاب عنِّي ضبطُ ما فيه.

وكان مِنْ جُملة الكتب التي غرقت مما هو بخطه: "أطراف المزي"، و"أطراف مسند أحمد"، و"أطراف المختارة"، كلاهما من تصنيفه، وكذا "ترتيب" كل من "مسندي الطيالسي" و"عبد".

وكان شيخنا يحكي لنا عن بعض رفقته -ويسميه (٤) - أنَّه دخل عليه مرَّة، نصار يستعرض كتبه، ويتعجب مِنْ كثرة ما فيها بخطه، قال: والظاهر أنَّ غرقها كان من إصابته فلله الأمر، وهو المحمود على كل حال.

وكان من جملة الذهب العين -فيما قيل- سبعة آلاف مثقال أو أكثر


(١) ورد في (ط) هنا عبارة: "قلت: وتحرر كون أمير الحج غير أمير المحمل".
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب)، وأضافه المصنف في هامش (ح) بخطه.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب، ط)، وأضيف في (ح) بخط المصنف.
(٤) في هامش (ح) بخط المصنف: "هو الشيخ نجم الدين المرجاني".