للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما اجتمع بالتَّقي ابن دقيق العيد، أحب التقيُّ امتحانه بما يُستدل به على معرفته، فقال له: من أبو العباس الذَّهبي [فبادره الذهبي] (١) بقوله: هو أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلِّص، فقال له التقيُّ. أنت حافظ] (٢).

وقد كان صاحبُ التَّرجمة رأى في المنام -إذ ذاك- أنه دخل مدرسة الشَّيخ وهو يصلي الظهر، فأحسَّ الشيخ بداخل، فتمادى في الرُّكوع، فأدرك معه صلاة الظهر، فعبَّرها عليه، فقال له الشيخ: يحصلُ لك ظهورٌ كبير. قال صاحب الترجمة: فقلت له: لأنَّك تأخَّرتَ لي حتى أدركتُكَ، فأخذت عنك وأذنت لي، فأقرَّ ذلك.

قلت: وكان الأمرُ كدلك، حقَّق اللَّه تعبير شيخ الإسلام بالظُّهور العامِّ، جعلهما اللَّه بدارِ السَّلام مع السَّادة الكرام.

وقرأت بخط البلقيني أيضًا إذنه له بالفتوى والتَّدريس، وذلك بعد أن كتب له ولدُه قاضي القضاة جلال الدين البلقيني بذلك، كما سيأتي ما صورته: أجزتُ له أن يفتي بذلك لطالبيه بالتوجيه الوجيه، فإنه نِعْمَ الفاضل النبيه. وكتبه عمرُ البلقينيُّ.

[[الحافظ العراقي]]

ومنهم شيخ الإسلام حافظ الوقت، الزين أبو الفضل العراقي، رحمه اللَّه وإيانا، فقرأت بخطه على نسخة بخط الشهاب البوصيري من كتاب "لسان الميزان"، لصاحب الترجمة ما صورتُه: كتاب "لسان الميزان" تأليف الحافظ المتقن، الناقد الحُجَّة، شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي، الشهير بابن حجَر. نفع اللَّه بفوائده، وأمتع بعوائده. انتهى.

وكان ذلك في حادي عشر (٣) شوال سنة خمس وثمانمائة، قبل أن يُلْحِقَ فيه مصنِّفُه الكثيرَ منَ التَّراجم المستقلة، والتتمات التي تفوق الوصف.


(١) ساقطة من (أ).
(٢) من قوله: "وقريب مما اتفق" إلى هنا، لم يرد في (ب).
(٣) في (ب، ح): "حادي عشري".