للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قطعةً قبل العلم بسبقِ الهَيْثَمي له، "تجريد ما وقع في كتب الرجال"، ولا سيما المختصة بالضُّعفاء من الأحاديث وترتيبها على المسانيد، كتب منه جملة.

[[وظائفه:]]

واستقرَّ في تدريس الحديث بدار الحديث الكاملية عَقِبَ موتِ الكمال، ولكن تعصَّبَ مع أولاده من يحسَبُ أنَّه يُحسِنُ صُنْعًا، وكانت كوائن أشير إليها في الفرجة، ثَّم رغب الابن عنها لعبد القادر بن النَّقيب.

وكذا استقرَّ في تدريس الحديث بالصَّرْغَتْمُشِيَّة عقب الأمين الأقصُرائي؛ وناب قبل ذلك في تدريس الحديث بالظَّاهرية القديمة بتعيينه وسؤاله، ثم في تدريس الحديث بالبرقوقية عقب موت البهاء المشهدي، وقرَّره المقرُّ الزينيُّ بنُ مُزْهر في الإملاء بمدرسته التي أنشأها، فاستعفى من ذلك لالتزامه تركه كما قدمه؛ وكذا قرَّره المُناوي في تدريس الحديث بالفاضِليَّة، لظنِّه أنه وظيفة فيها.

كما أنَّه سأل شيخه بعد موت شيخه البرهان بن خضر في تدريس الحديث بالمَنْكوتَمُرِيّة، فأجابه بأنّه لم يكن معه إنّما كان معه الفقه، وقد أخذه تقي الدين القَلْقَشَنْدِيّ، بل عينه الأمير يَشْبَك الفقيه الدَّوادار حين غيبته بمكَّة لمشيخة الحديث بالمَنْكُوتَمُرِيَّة عقب التَّقي المذكور، فلا زال به صهره حتى أخذها لنفسه.

وكذا ذُكر في غيبته التالية لها لقراءة الحديث بمجلس السُّلطان بعد إمامه وما كان يفعل؛ لأن الدَّوادار المشار إليه سأله في المبيت عند الظاهر خُشْقَدَم ليلتين في الأسبوع ليقرأ له نُخبًا من التَّاريخ، كما كان العَينيُّ يفعلُ، فبالغ في التَّنَصُّل كما تنصَّل منه حين التماس الدَّوادار يشْبَك من مهدي له عند نفسه، ومن مُطْلق التردُّد لتمُرْبُغا المستقر بعدُ في السَّلطنة وفي الحضور عند بُرْدْبَك، والشَّهابي بن العينيّ وغيرهما.

نعم طلبه الظَّاهرُ نفسه في مرض موته، فقرأ عنده "الشِّفا" في ليلة بعض ذلك بحضرته، وفي غيبته الَّتي بعدها لمشيخة سعيد السُّعداء بعد الكُوراني،

<<  <  ج: ص:  >  >>