للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ابن ناصر الدين الدمشقي]]

ومنهم: حافظ الشام العلامة شمس الدين ابن ناصر الدين القيسي، صاحب أبيات المديح في صاحب الترجمة الآتي ذكرها (١).

فقرأت بخطه في بعض مراسلاته:

إلى مولانا وسيدنا شيخ الإسلام، حافظ الأعلام، ناصر السنة، إمام الأئمة، قاضي قضاة الأمة، أبي الفضل، أسبغ اللَّه على الوجُودِ ظلَّ بقائه، ولا أخلانا والمسلمين مِنْ عوائد فوائده ونعمائه.

إلى أن قال: إنه قائم لجنابكم بوظيفةِ الدُّعاء، ومُثْنٍ -كلَّما مرَّ ذكركُم الشَّريفُ- بجميل الثناء، مبتهج بوجودكم سرورًا، متطلع إلى أخباركم كثيرًا.

إلى أن قال: ولم يترك المملوكُ المكاتبة إلا استصغارًا لنفسه عن مقامكم الخطير، مع علمه بأنكم أهل للصَّفح عن ذوي التَّقصير.

وذكره في تصنيفه "توضيح المشتبه" في (حجر) من الحاء المهملة، فقال: محدِّثٌ حافظٌ، وهو الآن حي بمصر، أمتع اللَّه به. له مؤلفات، منها: وذكر "إتحاف المهرة". وله شعرٌ حَسَنٌ فائقٌ، أنشدنا منه مِنْ لفظه بدمشق في رحلته إليها قبل الفتنة. ومن مؤلفاته "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" في مجلَّدة. ووجدته كتب بخطِّه على نسخة المصنِّف -يعني الذهبي- بهذا الكتاب ما نصه:

نسخ منه نسخةً موضَّحةً بضبط الأحرف، فزاد زيادة يسيرة جدًا، واستغنى النَّاظرُ فيه عن ضبط القلم فلله الحمدُ على ذلك. ثم كتب اسمه. قال ابنُ ناصر الدين: فليت شعري كيف فعل بما فيه مِنَ الأوهام والخلل، أحرَّرَ ذلك وجوَّده، أم وَثِقَ بخط (٢) المصنِّف فقلده؟ وليس أولَ سارٍ غرَّه القمرُ.

قلت: ولو رأى الكتاب، وخبر مصنِّفَه تمام الخُبْر، ما قال ذلك.


(١) ص ٥١٣ من هذا الجزء.
(٢) في (أ): "بحفظ".