للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسحاق الحلبي. وعقد مجلس الإملاءِ بجامع حلب الأعظم، وأملى به عدَّة مجالس. وحضر عنده فيها أبو إسحاق المذكور وغيره، وحدَّث بحلب، سمعت عليه بها غيرَ "مجالس الإملاء" أيضًا.

ثم خرَّج عنه "الحديث المسلسل بالأولية"، وساق أشياء مِنْ نظمه كثيرة.

ثم قال: وأنشدني غير ذلك مِنْ قصائده ومقاطيعه، وقرأت عليه بحلب الجزء المعروف "بجزء بيبي الهرْثَميَّة" بمنزلي. وسمع ذلك عليه أولادي وجماعتي، وعاد إلى القاهرة ثاني يوم قراءة الجزء المذكور، صُحْبَةَ السلطان المشار إليه، وذلك في سابع في الحجة سنة ست وثلاثين، وهو الآن قاضي القضاة بالديار المصرية.

وكانت أول ولايته قضاء القضاة بالديار المصرية (١) في سابع عشري المحرم سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وهو مشكورٌ في ولايته، مع الديانة والتَّحرِّي في الأحكام الرعية. رحمهما اللَّه وإيانا.

[ووصفه في ترجمة التَّنوخي مِنْ "تاريخه" بالإمام الأستاذ الحافظ العلامة، العالم بشريف الأحاديث. وفي موضع آخر: رأيت في "تاريخ" الإمام الحافظ حافظ الإسلام قاضي القضاة بالديار المصرية (٢)، فلانٍ أبقاه اللَّه تعالى] (٣).

[[المقريزي]]

ومنهم مؤرخ الديار المصرية الشيخ تقي الدين المقريزي، [رحمه اللَّه تعالى، فقال في كتابه المسمى "بالعقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة"] (٤)، حيث ترجمه في ثلاثة أوراق: أن مصنفه "تغليق التعليق" لم يُسبَق إليه، وأنه زاد على "تهذيب المِزّي" نحو الثلث مما يلزمُه ذكرُه. ويتعيَّن عليه عدمُ إهماله. وأنَّ ما جمعه مِنَ "النُّكت على ابن الصلاح"،


(١) و (٢) "المصرية" ساقطة من (أ).
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في (أ).