للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمبرِّد، لقلت: ولا وَرَد. مع معرفتي بورود ابن معين والبخاري والنَّسائي، وغيرهم مِنْ فُحول العلماء الأعيان في كل عصر إلى يومنا هذا مِنْ حُفَّاظِ هَذا الشأن. قد جمع اللَّه له التَّفسيرَ والفقهَ والحديث، والشعر والأدب، والمال، والعزَّ والجاهَ والشرفَ، وطولَ العمر، وعلو الرُّتَب (١)، وصحَّةَ العقل والنَّقل، وحسنَ التَّأليف مع الإيجاز والتَّحقيق والتَّرتيب، والسعد في التصنيف. وصنَّف كتبًا لم يُسْبَقْ إليها؛ "كتغليق التعليق"، وإن كان ابن رُشيد قد أشار إليه بالتَّشويق. و"مقدمة البخاري" وترتيبه، وتقريبه للذهن وتهذيبه، فهي مِنْ أعجب التَّصانيف للقارىء والسامع. فسبحان المعطي والمانع. وانتصاره للبخاري معروفٌ مشهورٌ، والتوجية لكلامه، والذَّب عنه في مصنَّفاته مذكورٌ ومسطورٌ. وكتابه "نُخبة الفكر" -مع أنها كُرَّاسة بشرحها بديعة، أظهر فيها القُوَّة والإعجاز- تحتاجُ إلى شرحٍ طويل في مجلَّدين مع الإيجاز. إلى غير ذلك مِنَ المصنَّفات المختصرات والمطولات، التي زادت على مائة وخمسين في أنواع العلوم والتَّفسيرِ والفقه والحديث والأدب، والخصوص والعموم، وللَّه درُّ القائل الناقد (٢):

وليس (على اللَّه) (٣) بمستنكَرٍ ... أن يجعل العالم في واحد

إلى آخر كلامه. وقد حذفته اختصارًا، مع تغيير في بعض ألفاظه.

[[ابن التنسي]]

ومنهم: قاضي المالكية البدر ابن التَّنسي، أحد طلبته ممَّن أخذ (٤) عنه.

فقرأت بخطِّه وصفه بالشَّيخ الإمام العالم العلامة، أوحد المجتهدين، العالم رُحْلة المحدثين، القائم بالسُّنة النبوية (٥) في العالمين، سيدنا ومولانا


(١) في (ب): "الرتبة".
(٢) "الناقد" ساقطة من (ب).
(٣) في الأصول: "وليس للَّه".
(٤) في (ح): "أخذت"، وكلاهما صحيح، فهو ممن أخذ عن ابن حجر وأخذ عنه السخاوي.
(٥) "بالسنة" ساقطة من (أ).